الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي يصفني وإخوتي بالفشل.. فكيف أتعامل معه وأقوي ثقتي بنفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والدي دائماً يتهمني بالفشل، وعدم القدرة على فعل أي شيء، ويكرر على مسامعي دائمًا أنت فاشلة في الحياة.

علماً بأنني أحب الإنجازات ومتطوعة بفريق تطوعي، ولدي أهداف سامية أسعى إليها، ولكنه دائماً يحطمني ويغلق جميع أبواب الأحلام والطموحات في وجهي، ويسمعني كلامًا سلبيًا، ويجعلني أتشاءم من الحياة، وليس أنا فقط، بل حتى إخوتي يعاملهم بنفس الطريقة، وهم أطفال، وأخشى أن شخصياتهم تتأثر بسبب التربية غير الصحيحة، وما يسمعونه من كلام سلبي للغاية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.
يحزنني جدًا أن أرى بعض الآباء والأمهات من حيث يظنون أنهم يساعدون أطفالهم وأبناءهم على النمو والتطور، فإنهم في الحقيقة يدمرون شخصياتهم، ويضعفون ثقتهم في أنفسهم.

إن الأبناء والبنات يحتاجون ليسمعوا من آبائهم تعزيزًا على بعض أعمالهم، أو صفاتهم، أو ما يتقنونه من مهارات، وهم يحتاجون لهذا التعزيز بشكل يوميّ، والمؤلم أن نرى -وكما هو الحال مع والدك- أنه يضعف من ثقتك في نفسك، ويعطيك تعزيزًا سلبيًا، وربما بشكل يوميّ! فما العمل الآن والواقع كما ورد في سؤالك هناك ما يتعلق بك أولا، ومن ثم ما يتعلق بالأطفال الصغار؟

تختلف طريقة الحل بحسب وعي والدك ودرجة تعليمه، ومدى قدرته على الحوار والتفاهم، وإن كنت غير متفائل في هذا.

ولكن بشكل عام ربما تحاولين الحديث معه ومع أمك كيف أن الأطفال يحتاجون في حياتهم للتعزيز والمدح والإطراء على ما يقومون به، ولك أن تذكري لهم هنا الأسوة الحسنة برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث خدمه الصحابي الجليل أنس بن مالك عشر سنوات، فلم يقل له الرسول صلى الله عليه وسلم يومًا لشيء فعله لم فعله، ولا لشيء لم يفعله لم لم يفعله! بينما نجد الناس يوميًا يقولون لأطفال: "لم فعلت كذا...؟" و"لم لم تفعل كذا؟...".

ويمكنك أن تتحدثي من والدتك، وتحاولين من خلالها تغيير بعض تصرفات والدك، فعسى أن ينفع هذا.

وإذا لم ينفع كل هذا فيمكنك حتى إرسال رسالة من دون اسم لإمام وخطيب المسجد؛ حيث يصلي والدك يوم الجمعة، وتطلبين منه أن يتحدث في بعض خطب الجمعة في هذه المواضيع التربوية والأسرية.

وأنت -ما شاء الله- في 19 من العمر، ويمكنك -بعون الله- أن تخرجي من كل هذه التجربة سالمة، محتفظة بشخصيتك القوية وثقتك بنفسك.

وأما بالنسبة لإخوتك الصغار فأي تغيير فيما سبق سينعكس بالشكل الإيجابي عليهم، ويمكنك من طرفك -وبغض النظر عما تغيّر في والدك- أن تعوضيهم عن تعزيز الوالدين، عن طريق أن تقدمي لهم التعزيز المطلوب، والله المستعان.

وفقك الله ويسّر لك الأمر، ونفع الله بك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق وردة من جنة

    صحيح هذا الكلام لكن اين تجدي اذن تسمعكي وعين تراكي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً