الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم يحالفني الحظ في كلية الصيدلة، فهل أنتقل لغيرها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أريد أن أستشيركم في مشكلتي: أنا طالبة بكلية الصيدلة السنة الثانية، دخلت الكلية سنة 2010 م، عندما دخلت إليها كان مستواي ممتازاً، ولكن أصبح الآن ضعيفاً، وهذا المستوى يرجع إلي، فأنا من أوصلت نفسي إلى هذا المستوى بسبب تكاسلي في الدراسة، وأيضا بسبب بعدي عن الله، كذلك لا أصلي صلاتي في وقتها، فأنا أدرس ولكن ليس كالمعتاد.

عمري الآن 24 سنة، ولم أتخرج بعد -والحمد لله- إن ربي أنعم علي بالجمال، فهناك العديد من الشباب يتقدمون لخطبتي، وأنا أرفض بسبب عدم إكمال الدراسة، ولكن الآن تغيرت وأريد أن أرجع إلى ما كنت عليه سابقاً، إلى مستواي السابق، وأن أدرس كما كنت سابقاً، فقررت أن أنتقل إلى كلية التقنية الطبية، فعندما أنتقل إليها ستعادل موادي وأدرس سنة ثالثة، فصليت استخارة ولكن لم أستطع أن أتخذ القرار بعد، ولكن هذه الكلية مقفل التحويل إليها، ولكي أنتقل إليها يتطلب واسطة، وأنا أخاف أن يكون هذا حراماً.

أنا في حيرة من أمري، وكذلك كلية الصيدلة أفضل، ومن جهة أخرى أخاف أن أقبل بشاب من الذين يتقدمون لي، ولا يوافق على إكمال دراستي، لأن المفروض أنني أكملت الدراسة، فأنا مصرة على إكمال الدراسة، فأنا في حالة لا أحسد عليها، دائمة البكاء لدرجة أنني أصبحت أرى أنني إنسانة فاشلة، فدائما كنت أبحت عن التميز، وكنت دائما من الأوائل، ولكن لا ينفع الندم، الآن أصبحت بلا هدف، أريد أن أتخرج فقط، ولكن إذا بقيت في كلية الصيدلة سيبقى لي سنتان فقط وأتخرج، أما إذا انتقلت إلى الكلية التقنية سنة وأتخرج، وأهلي يقولون لي لماذا ترفضين الزواج بسبب دراستك؟

لا أعرف ماذا أفعل، فما هو الحل برأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Goson حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلةَ-، ونشكر لك هذا الحرص على التواصل، ونؤكد لك أنك متميزة، وستظلين - بإذن الله تبارك وتعالى – متميزة، واعلمي أن الذي أوصلك إلى كلية الصيدلة – وهي من الكليات المتقدمة – هو الذي سيوفقك، ونقترح عليك إكمال هذه الكلية دون التفكير للانتقال لغيرها، فأنت بحاجة إلى كسب الزمن والوقت.

وننصحك أيضًا بأن لا تردي الخطَّاب، فإن ردَّ الخطاب ليس في مصلحة الفتاة، ونؤكد أن الزواج لن يكون عائقًا أمام النجاح وأمام التقدم في الدراسة، وعندنا تجارب كثيرة، لا نستطيع أن نعدَّها لمن تزوجنَ ونجحنَ، فالزواج يُعطي الحياة طعمًا ولونًا، ويعطي الإنسان أهدافًا كبيرة في حياته، يشعر أن وراءه من سيفرح بنجاحاته، ولك أن تشترطي هذا الإصرار على إكمال الدراسة في عقد النكاح، وعند ذلك ستُصبح الأمور بالنسبة لك سهلة وميسورة.

أتمنى أن تتوقفي عن البكاء، وتُكثري من اللجوء إلى الله والدعاء، واعلمي أن الدموع لا تقدم ولا تؤخر، لكن اللجوء إلى علام الغيوب والعزم الأكيد والإجتهاد هي التي تحقق التوفيق بعد الاستعانة بالله -تبارك وتعالى-.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونطالبك بإكمال الكلية التي أنت فيها، نطالبك ألا تضيعي الفرصة أبدًا إذا جاء الشاب صاحب الدين والخلق الذي رضيته العائلة ووجدتِ في نفسك ارتياحًا إليه، فإن مثل هذه الأشياء فرص أندر من النادر، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً