الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقبلة على الزواج وأريد أن أتخلص من الخوف والارتباك!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ما هو الجدول الذي أقوم به قبل عرسي بشهر؟ وكيف أتخلص من الخوف والرجفة الظاهرة بيدي؟ فأنا من الآن أشعر بالارتباك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على هذا السؤال.

لا أدري ماذا تقصدين بالجدول الشهري قبل العرس؟ ربما إحدى الأخوات تفيدك في هذا، وفي ما تصنع الفتيات المقبلات على الزواج.

أما موضوع الخوف والرجفة الظاهرة والارتباك؛ فكل هذا مُتفهم ومُتوقع، وخاصة أنك مقبلة على خطوة هامة من خطوات حياتك، مع كل ما يُحدثه هذا من تغيير كبير في حياتك، وعلى عدة أصعدة شخصية وأسرية واجتماعية، وليس هذا بغريب، حيث هذا ما يحدث مع غالبية الناس وهم مقبلون على مرحلة هامة من حياتهم، فالأعراض التي ذكرتها ليست بالشدة التي تظهر عند غالبية الناس في مثل هذه المراحل، ومن خلال دعم الأسرة وخطيبك - وقريبًا يكون زوجك - والأصدقاء، ستتجاوزين هذه المرحلة، التي مرّ بها كثيرات غيرك، وستمر بها كثيرات بعدك.

وفقك الله، وكتب لكم السعادة في الدارين، وجمع بينكما على الخير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور مأمون مبيض، استشاري الطب النفسي.
وتليها إجابة د. رغدة عكاشة، استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أتفهم مشاعرك - ابنتي الفاضلة - فأنت مقبلة على مرحلة مهمة من حياتك، مرحلة عنوانها العطاء والتضحية وتحمل المسؤولية، والكلام عن جدول معين لعلك تقصدين به نصائح تريدين اتباعها قبل الزواج، وهذه بعض النصائح المفيدة:

أهم ما يجب أن تعرفيه هو: أن نجاح حياتك الزوجية هو أمر بيدك إن شاء الله؛ لأنه يعتمد بشكل أساسي على قدرتك على فهم زوجك، وعلى مدى استعدادك للعطاء والتضحية ومدى استعدادك للتنازل والتجاوب، ولذلك فإنني أنصحك بتنمية هذه الصفات الجميلة والراقية، والتي لا بد أنها موجودة عندك بإذن الله تعالى.

وأنصحك بالاستفادة من هذه الفترة في التفاهم بينك وبين خطيبك، والتعرف أكثر على طباعه وعاداته، ودربي نفسك على قبول هذه الطباع والعادات مهما كانت، بل وعلى احترامها والتأقلم معها، طبعاً بالتنسيق مع أهلك؛ لأن الخطبة مجرد وعد؛ لا تبيح التوسع في الاتصال بالخطيب.

كما أنصحك بالالتحاق بدورة تثقيفية مخصصة للمقبلين على الزواج، تتعلمين فيها بعض المهارات الأساسية في التواصل بين الزوجين، وفي إدارة المنزل وتربية الأطفال، وإن احتجت إلى أي توضيح أو معلومات طبية، فأنصحك باللجوء إلى المصادر الموثوقة والابتعاد عن المصادر المغرضة وغير الموثوقة.

وأشجعك على أن تطلبي من والدتك بأن تعلمك صنع بعض الأطباق أو الأكلات السهلة والسريعة، حتى تقومي بصنعها بنفسك بعد الزواج، فهذه من الأمور التي ستعطي انطباعاً بأنك إنسانة مسؤولة ويعتمد عليها، وتفكر في كيفية إسعاد زوجها وإدارة شؤون بيتها.

وفيما يخصك أنت بالذات، فإني أنصح بالاهتمام بالتغذية، بحيث تكون منوعة وشاملة، مع الإكثار من الخضروات والفاكهة الطازجة، واحرصي على أخذ قسط وافر من النوم يوميًا بما لا يقل عن 8 ساعات يوميًا، وحاولي الابتعاد عن كل ما يسبب لك التوتر والضغط النفسي، وإن كان بإمكانك ممارسة رياضة ما تحبينها لمدة نصف ساعة يوميًا؛ فإن هذا سيكون شيئًا مفيدًا جدًّا لك إن شاء الله؛ لأنه سيجعلك تشعرين بالاسترخاء النفسي، وسيزيل منك الشعور بالتوتر، وسيمدك بالنشاط والحيوية.

وبالطبع – ابنتي الفاضلة - أهم ما أوصيك به هو الإكثار من الطاعات، والتقرب إلى الله عز وجل، والإكثار من الدعاء؛ فإن هذا هو ما سيجعل البركة تعم على بيتك وحياتك كلها إن شاء الله.

نبارك زواجك مقدمًا، ونسأل الله عز وجل أن يكتب لك فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً