الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بدوخة وآلام صدرية وعدم تركيز بعد نوبة هلع.. هل بينهما علاقة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدايةً أشكركم على جهودكم في هذا الموقع الرائع الذي يفيد كل من لديه أي نوع من الاستشارات، وأسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم، آمل أن أطرح بين يديكم استشارتي بشكل مفهوم وتصوير دقيق.

أنا شاب أبلغ من العمر 26 عامًا، تعرضت قبل فترة من الزمن لضغوط بسيطة، وتجاوزتها بفضل الله، ولكن بعدها في يوم من الأيام أصبت فجأة، وأنا أقود سيارتي بما يشبه أعراض نوبة الهلع، خفقان القلب، ضيق تنفس، دوخة، وتنميل، ووخز في كامل الجسم، وخلف الرقبة، تفاجأت مما حدث لي وظننت أنه شيء خطير، وانهالت علي الأفكار السيئة، ثم ما لبثت ربع ساعة وقد اختفى كل شيء، وعدت طبيعيًا.

بت تلك الليلة وأنا أوسوس بما حدث لي، مرت الأيام ثم داهمتني النوبة مرة أخرى، ومن حينها لم أنفك عن الوساوس والأفكار السلبية، بحثت حتى عرفت -أو شبه تيقنت- أنها أعراض نوبة هلع، ومع ذلك لا أزال أتوهم المرض والتغرب عن الواقع، وكأنني في حلم، ثم قررت أن أتحدى هذه النوبات فلم أعد ألقي لها بالاً، وإن أتتني أتجاهلها، واتجهت للدعاء والرقية الشرعية، فاختفت شيئاً فشيئاً تلك النوبات -ولله الحمد-.

سؤالي الآتي: حاليًا لم تعد تأتيني النوبات، ولكن الأفكار لا تنقطع، وبجانب الأفكار تداهمني بعض الأعراض الجسدية المزعجة جدًا في فترات متقطعة، وهي دوخة مزعجة تشبه تلك التي تداهم قبل الإغماء، وعدم تركيز، وقليلاً من آلام الصدر، فهل هذه الأعراض نتيجة تلك النوبات؟

ملاحظة: لم أستخدم أي دواء، ولم أراجع أي طبيب لخوفي أن تكون زيارات الأطباء عاملًا مساعدًا لزيادة الوساوس.

شكرًا لكم، وآسف على الإطالة، عسى الله أن يشفينا وجميع المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل النوبة التي داهمتك هي نوبة هرع أو فزع، ويعرف أن هذه النوبات تكون شدتها مرتبطة بالظرف الذي كان فيه الإنسان، بما أنك كنت تقود السيارة وحدثت لك هذه النوبة، هذا الظرف -أي وجودك في السيارة في حيز مكاني ضيق- جعل النوبة شديدة، ومن ثم تولدت الوساوس التي أتتك، وقطعاً حدوث نوبة أخرى عزز لديك الشعور بالوسوسة والمخاوف من هذه النوبة، وأصبحت تعيش تحت التأثير القلق التوقعي والهواجس الافتراضية السلبية.

أيها الفاضل الكريم: حالتك هي حالة منتشرة -وإن شاء الله تعالى- لن يصيبك مكروه، تجاهلها تماماً، اذهب إلى الطبيب النفسي مباشرة ليصف لك أحد الأدوية المضادة لهذه الحالات، ومن أفضل الأدوية عقار يعرف باسم استالبرام، واسمه التجاري سبرالكس، وقطعاً الدوخة التي تزعجك الآن وكذلك التغرب عن الذات، وعدم التركيز، وقليل من ألم الصدر هي نتيجة النوبات، ولا شك في ذلك، ونتيجة أيضاً لحالة القلق المستمر معك؛ لأنك قطعاً تعاني من درجة من القلق، حتى وإن كنت لا تستشعرها فهي موجودة كنوع من القلق المقنع.

تناولك للدواء مهم جداً، وأنا ذكرت لك أن الأدوية سليمة، وزيارتك للطبيب النفسي لن تؤدي إلى زيادة الوساوس، على العكس تماماً سوف تقطعها تماماً، ممارسة الرياضة، وحسن إدارة الوقت، وتطبيق تمارين الاسترخاء، هي من الآليات المفيدة جداً لعلاج هذه الحالات، وقطعاً الرقية الشرعية، والدعاء مطلوب -وإن شاء الله تعالى- فيه خير كثير لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً