الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عدة أعراض بسبب مشكلة بين والديّ، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة، عمري 15 سنة، منذ حوالي سنة بدأت أفقد الأمل شيئا فشيئا، فقد كنت أعيش دائما بعبارة "لعله خير"، وكنت أكثر المتفائلات من صديقاتي، ولكن حدثت مشكلة كبيرة في المنزل بين أبواي، ومنذ هذه المشكلة بدأت أبتعد عنهما، وأنعزل مع جهازي، مع أني في السابق لم أكن أمضي وقتا طويلا معه، لقد أتعبتني هذه المشكلة جدا، ثم جاءت بعدها الأحداث في مصر، ففقدت الأمل في الذهاب للدراسة هناك.

أنا -وبفضل الله- من المتفوقات في دراستي، ولكني الآن أشعر بضيق في الصدر وفراغ كبير، ولم أعد أهتم لأي شيء في الحياة، وأشعر أني تائهة، وأريد البكاء، وأشعر بالحزن، ولا أعرف ماذا أفعل؟

وهذا أيضا أثر على علاقتي مع الله، فلا أشعر بطعم للعبادات، وبدأت أشاهد المسلسلات، فقررت أن أذهب لمصلى المدرسة لعلي أتقرب من ربي، ولكن لا أشعر بأي تغير في حالي أبدا، وأود أن أقول: بأنني انعزالية، لأني في بلد غريب، وبصراحة لا أشعر بالراحة في الخروج، ولكن لدي صديقات كثيرات في المدرسة، وأظن بأني أصبحت مريضة، فأنا أشعر بالصداع في كثيرا من الأحيان، وأشعر بصعوبة في البلع، وأصاب بصعوبة في التنفس أحيانا، وعندما أصاب بهذا أشعر بألم في صدري، وأظن بأن لدي مشكلة في بطني، فأنا غالبا ما يكون عندي -أكرمكم الله- إمساك أو إسهال، ولا يتبدل حالي بين هاتين الحالتين.

وفي الختام أود منكم تجدوا لي الحل لمشكلتي، وأسأل الله الهداية لي ولكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جهاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا، ويبدو أن هناك في سؤالك جانبين.

الأول: هو الجانب الطبي الجسدي، ومن خلال ما وصفت من أعراض بدنية: كصعوبات التنفس، والإمساك، وصعوبة البلع، فقد تشير هذه لمشكلة طبية، وربما لن يفيدك إلا أن تراجعي طبيب أو طبيبة الأسرة للكشف الصحي، واستبعاد أي سبب طبي قابل للعلاج، وقد يكون أمرا بسيطا قابلا للعلاج وبسرعة وبساطة.

والجانب الثاني من سؤالك هو الجانب النفسي، من تأثرك بالأحداث التي مرّت في مصر، وما زالت مع الأسف الشديد، فهي لاشك أنها أحداث مؤلمة وصعبة على الكثير من الناس، وأدعو الله تعالى أن يُخرج مصر من هذه المرحلة التي تمرّ فيها.

تذكري أن ما تشعرين به من فقدان الرغبة والانزعاج والألم النفسي هذه كلها أعراض إنسانية طبيعية، وكردة فعل لظروف غير طبيعية وكما يحدث في مصر، وليس العكس.

فأمام الأحداث الكبيرة، كثير من الناس يستغرب لماذا هو يشعر بالانزعاج والألم، وكأن هذه المشاعر غير طبيعية وغير إنسانية، وأن الأحداث الكبيرة هي الطبيعية! طبعا العكس هو الصحيح.

فهذا الفهم أن ما تشعرين به هو ردة فعل طبيعية إنسانية، ولكن الظلم الواقع على الناس في مصر هو الأمر المستهجن وغير الطبيعي، وهذا الفهم سيساعدك على هضم واستيعاب ما تمّ، ومن ثم استعادة النشاط ومتابعة الطريقة، وربما بحماس أكبر من السابق.

حاولي أن تتعاملي مع الأمر أنك تعانين من صدمة نفسية لما حدث، ومن ثم خذي قسطا من الراحة بممارسة بعض الهوايات والأمور التي تعينك على النشاط والراحة، وبعد بعض الوقت ستشعرين بالهمة والنشاط لمتابعة دراستك واهتماماتك، ولا تنسي الثواب العظيم الذي ينتظرك من خلال العمل والجهد.

وأنا أشعر بأنك ستتجاوزين هذه المرحلة، وقد بدأت بالخطوة الأولى للتغيير حيث فكرت وكتبت لنا تسألين عن الطريق للأمام، فأنت الآن على هذا الطريق.

وفقك الله، ويسّر لك التوفيق والنجاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً