الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس الخوف من عدم النوم أفقدني لذة الحياة ومتابعة أنشطتي اليومية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

الدكتور الفاضل محمد، أتمنى منك أن تساعدني في حل مشكلتي، أنا أعاني من وسواس الخوف من عدم النوم، أخاف أن يمر يوم دون أن أنام، أنا أنام جيدا عندما لا أفكر في الوسواس، أو أشغل نفسي بشيء، لكن أحيانا يتغلب علي التفكير وخاصة في الامتحانات، كنت أنام جيدا من قبل ولا أعاني من أي مشاكل، وكثرة التفكير لساعات طويلة أدخلتني في وساوس أخرى، أصبحت أفكر كيف ينام الناس، وأحلل وأفسر طبيعة النوم، وكيف يفقد الإنسان الوعي؟ وساوس مزعجة جدا لا تجعلني أنام جيدا، فقدت لذة الحياة، حيث أني أدرس القرآن في الجامع وأثر علي الوسواس ولم أعد أذهب للجامع كما كنت سابقا.

أرجوك ساعدني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفق معك أن الوساوس كثيراً ما تكون مزعجة جداً، خاصة إذا كان موضوع هذه الوساوس ومحتواها أمر يتعلق بأسئلة افتراضية ذات طابع فلسفي، فها أنت الآن معظم انشغالك هو حول النوم، وكيف يفقد الإنسان الوعي؟ وكيف ينام؟ هذه الأطروحات وبهذه المستوى قطعاً تسبب القلق والتوتر، كما تعرفين -أيتها الفاضلة الكريمة- سيظل المبدأ العام لعلاج الوساوس هو الذي ندعو له دائماً، وهو تحقير الوسواس وعدم الخوض فيه، وعدم تحليله أو إخضاعه للمنطق لأنه غير منطقي في الأصل.

هذا النوع من الوساوس -أيتها الفاضلة الكريمة- تواجهيه من خلال أن تقولي للفكرة: أنت فكرة وسواسية حقيرة لن أناقشك. النوم هو حاجة بيولوجية طبيعية وهبه الله تعالى لعبادة ومخلوقاته، لا تخوضي في أي نوع من الجدال الفكري مع وساوسك، أعرف أنها ملحة، أعرف أنها مستحوذة وسوف تصر أن تفرض ذاتها عليك، لكن -إن شاء الله- أنت أقوى منها وسوف تهزمينها.

أنا أفضل أيضاً تناول الأدوية البسيطة والسليمة لكبح جماح هذا النوع من الوسواس، -والحمد لله تعالى- الآن بين أيدينا أدوية فاعلة وممتازة ،عقار فافرين سيكون هو الأفضل في حالتك، والفافرين يسمى علمياً فلوفكسمين، وهو يتميز بأنه غير إدماني ولا يزيد من الوزن، كما أنه لا يؤثر على الهرمونات عند النساء.

إن أردت أن تذهبي إلى طبيب وتستشيريه في هذا الأمر، فهذا أمر جيد، وإن كان ذلك ليس بالسهل فيمكنك أن تبدئي تناول الفافرين بجرعة 50 مليجرام، تناولي هذه الجرعة ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك اجعليها 100 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعليها 50 مليجرام لمدة شهر، ثم 50 مليجرام يوما بعد يوم لمدة 10 أيام، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أنا سعيد جداً أنك تدرسين القرآن في المسجد، أسأل الله تعالى أن يعلمك علماً نافعاً، وحقري هذا الوساوس وعيشي حياتك بكل إيجابية واستمتاع -بإذن الله تعالى-.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر شريف

    جزاكم الله خيرا
    اعانى من للك الوسواس وخاصتا عندما يكون لدى عمل مهم فى اليوم التالى

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً