الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أجمع بين حبي للعلوم الشرعية والأدب العربي؟

السؤال

السلام عليكم

أجد حباً وميولاً للأدب العربي القديم؛ وكذلك أجد ميولاً لطلب العلم الشرعي؛ فعلى أيهما أركز؛ وما هي الكتب التي تنصحون بها في كلا الجانبين؟ وهل يمكن الجمع بينهما؟ وما هو علاج النسيان؟

أحياناً أحاول حفظ موضوع أعجبني، ونفسي مقبلة عليه؛ وبعد فترة أنفر منه، وأكسل عنه، وأتركه، وأدخل في غيره؛ فيضيع وقتي وتتشعب علي الأمور.

ماذا أفعل ؟ ومن أين أبدأ؟ وما هي نصيحتكم لي؟

والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ salim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب؛ وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت؛ ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

بخصوص ما سألت عنه: فبداية يجب عليك أن تشكر الله أن أنعم عليك بهذه النعمة، نعمة حب العلم وطلبه، ونعمة طلب الأدب وفوائده؛ وهي نعمة تحتاج إلى مزيد شكر.

أخي الحبيب الأدب طريقه كثرة القراءة الأدبية، والعلوم الشرعية طريقها معرفة الأصول والقواعد العلمية؛ ويمكنك الجمع بين الأمرين بأن تقرأ للعلماء الأدباء، بهذا ترزق الأدب مع تعلم العلوم الشرعية.

فمثلاً من المعاصرين كتابات العلامة بكر أبو زيد، تجد فيها اللغة الأدبية الراقية مع المعلومة الشرعية المؤصلة؛ وكذلك كتابات العلامة البشير الإبراهيمي، وكتابات العلامة بديع الزمان النورسي، وكتابات الأستاذ محمد أحمد الراشد؛ تجد في كل كاتب من هؤلاء النظرة الشرعية باللفظ الأدبي الرشيق.

ويمكنك كذلك أن تقرأ للأدباء ذوي النظرة الإسلامية العالية، ككتابات الأستاذ الرافعي، والزيات؛ هذا يكسبك الأدب والعلم الشرعي معاً.

أما التغلب على النسيان فعليك بما يلي:

أولاً: البعد عن المعاصي؛ وقد نقل أهل العلم أن الشافعي اشتكى لشيخه وكيع قلة الحفظ فقال:

شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ ونورُ الله لا يُهدى لعاصي

ثانياً: زكاة العلم البلاغ، والبلاغ أيضاً هو أحد المعينات على الحفظ .

ثالثاً: اقرن العلم بالعمل؛ فقديماً قالوا: هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.

رابعاً: تخير الأوقات الفاضلة في طلب العلم، كوقت الفجر مثلاً، أو وقت الاستيقاظ من النوم؛ فإن العقل يكون أنشط؛ ولا تقدم على العلم وأنت مرهق، فإنه يزيدك إرهاقاً، ويصعب عليك تحصيل الفائدة.

خامساً: أكثر من دعاء الله عز وجل، أن يبارك لك في عقلك، وأن ينشط ذاكرتك؛ فالدعاء سهم صائب متى ما رماه رام يقظ.

أما التكاسل أحيانا فهذا طبع البشر؛ لكن الهمة تقضي عليه، فاستعن بالله، واقرأ كثيراً في سير السلف، كيف كانت همتهم في تحصيل العلم؛ وننصحك بقراءة كتاب علو الهمة، فإنه كتاب ماتع وفيه فوائد كثيرة.

آخر ما نحب أن نوصيك به، أن تتخذ شيخاً عالماً تذهب إليه وتتلمذ على يديه؛ فشتان بين من شيخه العالم ومن شيخه الكتاب؛ الكتاب وحده لا يربي طالب العلم؛ لكن النظر إلى العالم، وإلى أدبه، وسمته يربي طالب العلم جيداً.

نسأل الله أن يوفقك لك خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً