الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والد صديقي يتعامل بالربا، فهل يقدح ذلك في أخوتنا؟

السؤال

أنا لدي صديق تعرفت عليه من المدرسة وكبرنا ونحن أصدقاء حتى وصلنا إلى الجامعة، ولا زلنا أصدقاء، وصداقتنا قوية، ولكن المشكلة أنني علمت بعد 5 سنوات من الصداقة أن والد صديقي يعمل في بنك ربوي، ومن حينها وأنا خائف من هذه الصداقة، وفي المقابل لم يهن علي أن أقطع العلاقة مع صديقي، مع العلم أن صديقي ملتزم دينيا.

أرجو النصيحة هل أستمر في هذه الصداقة، وهل لصديقي ذنب فيما فعله أبوه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

وبخصوص ما تفضلت به فشكر الله عز وجل لك حرصك على صديقك، وحرصك قبل ذلك على طاعة الله، وإنا لنرجو أن تكون وصاحبك من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وكان منهم: اثنان تحابا في الله، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه".

ثانيا: من أعظم الكبائر أكل الربا، والعمل بالبنوك الربوية لا شك أنه حرام، وصاحبك لا دخل له بالأمر، وعلاقتك به ينبغي أن تدوم لأنها على طاعة الله بنيت، لكن نتمنى عليك -وبطريق بسيط وسهل- أن تعلم أخاك بحرمة ذلك، ثم تجتهدا في توصيل تلك المعلومة للوالد، فعسى الله أن يهديه للأمر، وعسى أن يتوب عليه أو أن تكون له فتوى معينة في العمل، فإن بعض أهل العلم قد حكى جواز العمل في البنوك للضرورة، نحن هنا لا نعلم الأمر، المهم أن يوصل الولد -بأدب جم- المعلومة إلى الوالد.

وأما صاحبك فأخوك، ولا دخل له في الأمر، حافظ عليه قدر طاقتك، نسأل الله أن يوفقكم لكل خير.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً