الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج والابتعاد عن كل محرم... وأخاف أن يعود أثر ذلك على أهلي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شخص حدثت لي الكثير من العلاقات المحرمة مع فتيات، لكنها لم تتعد المكالمات الهاتفية، وغيرها، وأريد التوبة من ذلك، فبماذا تنصحني؟

علمًا بأنني أريد الزواج والابتعاد عن كل محرم، ولكن أخاف أن يعود ذلك على أهلي، وبناتي مستقبلًا.

وهل ذلك يحدث بأن يعود ما تفعله الآن على أهلك، وبناتك مستقبلًا؟

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الولد الحبيب- نسأل الله تعالى أن يتوب عليك، وقد وُفقت -أيها الحبيب- حين هداك الله -سبحانه وتعالى- لاتخاذ قرار التوبة، ونصيحتنا لك أن تسارع بالتوبة إلى الله تعالى، وألا تُسوف بها وتتمهل فيها، فإن الأناة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة، وربما وافاك الأجل أو المنيَّة -نسأل الله أن يطيل في عمرك على طاعته- قبل أن تتوب.

ربما وافى الإنسان المنيَّة أو الأجل قبل أن يتوب، فيندم حين لا ينفعه الندم، فبادر بالتوبة إلى الله تعالى.

والتوبة تعني: الندم على ما كان من الذنب، والعزم على عدم الرجوع إليه، مع تركه في الحال.

فإذا فعلت ذلك تاب الله تعالى عليك، والتوبة تجب ما قبلها وتمحوه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - والتوبة تستلزم قطع هذه العلاقات المحرمة كلها.

وأما خوفك -أيهَا الحبيب- من أن تُبتلى بناتك أو نساؤك بذلك في المستقبل، فاعلم أنك إذا تبت إلى الله تعالى، وحسنت توبتك، فإن الله -عز وجل- لا يؤاخذك بذلك الذنب، ولا يعاقبك عليه في دنياك أو في أخراك، وإنما الخوف والخشية من الإصرار على الذنب، والبقاء عليه.

وعلى العاقل أن يتذكر ذلك عندما تُحدثه نفسه بالإقدام على ذلك الذنب، فإنه ربما يُبتلى بذلك في أهله وبناته، فينبغي أن يكون تذكُّرَ ذلك رادعًا، وزاجرًا على الوقوع في هذه المعاصي.

وخلاصة الكلام -أيهَا الحبيب- أنك مطالب بالتوبة إلى الله تعالى على الفور بدون تأخير، وأنك إذا تبت إلى الله فإن الله يقبل توبتك، ويعفو عنك، كما أخبر بذلك عن نفسه، فقال سبحانه وتعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون}.

وقد أحسنت باتخاذ قرار الزواج، فإنه حفظ لنفسك من الوقوع فيما حرم الله عليك، وتكميل لدينك، وتحصيل لمنافع لا تُحصى في دنياك وآخرتك، فبادرْ إليه وسارع.

نسأل الله تعالى أن يكون في عونك، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن علاء

    والله يا شيخنا نفس الخوف مع العلم اني تبت الى الله بشكل خالص ونسأل الله القبول لكن بقدر ما اذنبت عندي شك في قبول الله لتوبتي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً