الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنصح أخي بأن يحافظ على نفسه وقد اقترب من البلوغ؟

السؤال

السلام عليكم..

أخي اقترب من سن البلوغ, فكيف أفهمه بعض الأمور, مثل الحفاظ على نفسه, والابتعاد عن رفقاء السوء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ H H H حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك بنتنا الفاضلة، ونشكر لك هذا السؤال الرائع الذي يدل على حسن متابعة وشفقة على هذا الأخ، ونؤكد لك أنك ينبغي أن تكوني قريبة منه، وتُحسني إليه، وتحاولي أن تتخذيه صديقًا لك، ثم تحاوريه في بعض الأمور، وتحذريه عن بعض ما يحدث من بعض الشباب، دون أن تنظري في وجهه، ودون أن تركزي عليه، حتى لا يشعر أنه متهم، ولكن تبيني له أنه ولله الحمد أصبح على باب الرجولة، وأنكم سعيدون به، واثقون فيه، تريدون له الخير، وعليه أن يحذر ويتجنب، فهناك من لا يريد للناس الخير، وتحاولي أيضًا أن تربطيه بالله تبارك وتعالى بالصلاة وبالطاعات، وتحاولي أيضًا أن تكلفيه بعض المسؤوليات حتى يشعر أنه رجل وأن البيت بحاجة إليه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظه، ونشكر لك هذا الاهتمام.

ولستُ أدري هل يوجد إخوة من الذكور قريبين من سِنِّه، ما هو وضع الأسرة؟ هل هناك من يستطيع أن يكون إلى جواره ممَّن هو في سِنِّه من الصالحين؟ طبعًا نحن لا نستطيع أن نُحدد له أصدقاء معينين، ولكن من المهم أن يكون له معايير لاختيار الصديق، وهذا ما يمكن أن نساعده فيه، عندما نبيِّن له ونسأله عن طريق الحوار: ما هي الشروط التي تراها مناسبة في صديق الإنسان؟ فإذا قال: (يصلي ويقرأ القرآن) نحن نزيد عليه: (وأيضًا محترمًا لوالديه، عفيف اللسان، بعيد عن الخنا، يحترم الكبار، جاد في دراسته) يعني نعطيه صفات كاملة، وعند ذلك سنكون وضعنا له القوالب التي يمكن أن يستفيد منها في حياته ويختار القواعد التي يمكن أن يختار على أساسها من يكونوا إلى جواره من الأحباب والأصدقاء.

وعمومًا نحن سعداء بفكرة السؤال، ونرى أنك قريبة منه، وتستطيعي أن تُحسني إليه، وتُكرميه وتلبي احتياجاته فيقترب منك، ثم تصادقيه وتحاوريه كما أشرنا، وعلينا أن نعطيه ثقة مشوبة بالحذر، ونبين له أن هناك من يُسيء استخدام هذه المرحلة، وهنك من يُقصِّر في الطاعات، وهو متميز ينبغي أن يختار المتميزين ليكون إلى جوارهم.

نسأل الله أن يحفظه، ونشكر لكم الاهتمام، ونسعد بدوام التواصل معنا بمزيد من التفاصيل، حتى نتعاون جميعًا مع ابننا في تجاوز هذه المرحلة الهامة من عمر الإنسان، والتي هي فرصة جديدة إذا أحسنا استخدامها، وهي أزمة إن قصّرنا في التعامل معها، ولا بد أن نعرف خصائص هذه المرحلة واحتياجات هذه المرحلة، وميول الشباب في هذه المرحلة، ونسأل الله أن يعين الجميع على طاعته، ونؤكد أن الإيمان هو الحصانة، هو المانع من السقوط، فاربطوه بالله تبارك وتعالى وبكتابه وبالمساجد وبالمصلين.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً