الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات خوف وفزع من الموت وعدم قدرة على النوم وإرهاق عام

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 25 سنة، وأحس بخوف وقلق من ثلاثة أشهر، ولا أستطيع النوم بمفردي بل يجب أن يكون أحد بجانبي خصوصا أمي، ولا أنام جيدا ولكن أحس بالأمان إذا نمت عندها، تقريبا أنام من ساعتين إلى أربع ساعات وأصحو مفزوعة، وعندي آلام بجميع جسدي، أحيانا بالرأس وأحيانا في المعدة، وأعراض متنقلة، وأحس بإرهاق شديد وتعب، ولا أتحمل أي مجهود، ورأسي أحسه مشدودا من الخلف وتحت الأذنين، ونبضات قلبي سريعة وتزداد عند أدنى مجهود وحتى وإن لم أكن خائفة، ولا توجد لدي شهية للطعام، وأحس أحيانا بتعب عند المضغ والحديث وبنيتي الجسدية ضعيفة، وأحيانا أفكر أني سوف أموت، وأخاف وأحزن، وأصبحت أخاف من الخروج للزيارات، لأني أحس بتعب وإرهاق.

وقد جاءتني حالة مشابهة لها لما كنت بسادس ابتدائي وثالث ثانوي، وقبل سنتين، لكنها فترة وتخف تقريبا شهر أو أقل، لكن هذه المرة أطول، وأجريت تحليلا للغدة وفيها كسل بسيط، وفيتامين دال ناقص وأخذت العلاج، وتحليل فقر دم كان سليما، وقالت الدكتورة أن النبض عندي سريع، لذلك أحس بالتعب والإرهاق لكنها لا تعرف السبب فكل شيء سليم.

أرجو مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك أعراض قلق المخاوف، وعدم شعورك بالأمان حين تنامين وحدك ربما يكون نتج من تجربة سلبية حتى وإن كانت بسيطة، ربما تكونين قد تعرضت لشيء بعث في نفسك عدم الطمأنينة والخوف، وأنك إذا نمت لوحدك سوف يأتيك أو يقع عليك مكروه.

المخاوف هي دائماً مكتسبة، والمخاوف قد تأخذ الطابع الوسواسي، مثلاً شعورك أنك سوف تموتين ويأتيك الخوف والحزن، قطعًا الموت حق ولا شك في ذلك، لكن التفكير بهذه الطريقة هو تفكير مرضي وقلقي، وضُعف قواك الجسدية وكذلك النفسية أعتقد أنه قد أثر عليك كثيراً.

ولا بد من أن تتابعي موضوع كسل الغدة الدرقية، هذا أمر مهم جداً، وكسل الغدة الدرقية يؤدي إلى انعكاسات نفسية سلبية كثيرة، منها القلق، والشعور بالاكتئاب، افتقاد الطاقات النفسية والجسدية، وتصحيح مستوى فيتامين (د) أعتقد بأنه ضروري، -والحمد الله تعالى- ليس لديك فقر دم، وهذا أمر جيد، وتسارع نبضات القلب قد يكون سببه الإنهاك العام والقلق العام، وكذلك المخاوف كلها تؤدي إلى ذلك.

أعتقد سيكون من الجيد أن ترجعي مرة أخرى للطبيبة حتى تقوم بوصف دواء بسيط يساعدك في إزالة القلق والمخاوف، من الأدوية المعروفة جداً عقار زيروكسات، كل أطباء الرعاية الصحية يعرفون هذا الدواء، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة جداً 10 مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 20 مليجرامًا - تتناوليها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذا علاج جيد ومفيد وسوف يساعدك كثيرًا، وإذا أرادت الطبيبة أن تصف لك دواءً آخر فهذا أمر متروكٌ لها.

مرة أخرى أحتم على ضرورة فحص هرمون الغدة الدرقية بعد شهرين على الأقل من الآن. واجتهدي بأن تستثمري حياتك وأن تجعلي لها معنى، وأن تكون لك أنشطة مختلفة، واحرصي على التفكير الإيجابي، مشاركة الاسرة في أنشطتها، وبر الوالدين، هذا كله يصرف انتباهك عن أعراضك النفسية والجسدية، وأعتقد أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة سوف تفيدك، كما أن تمارين الاسترخاء خاصةً تمارين التنفس المتدرجة مفيدة، والتنظيم الغذائي، والنوم المبكر، هذا كله يفيد ومطلوب في حالتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر حاميبدو

    شكرجزيلا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً