الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم في أسناني فهل السبب هو العصب الخامس؟

السؤال

السلام عليكم

منذ حوالي سنتين ونصف قمت بعمل تنظيف للأسنان، وحشو الناب حشواً خفيفاً، بعدها وجدت آلاماً في أغلب أسناني، ولم يجدِ إعادة حشو العصب معها، وخلعت 5 ضروس؛ لعدم رجائي في شفائها، ويوجد الآن ضرسان أريد خلعهما، لكن الطبيب لا يجد في الأشعة أي التهابات، أو شيء يستدعي الخلع، ولكن الألم متواصل، فنصحني بأن أراجع طبيب مخ وأعصاب؛ لشكه بأن السبب قد يكون من العصب الخامس.

سؤالي: هو إذا كان السبب هو العصب الخامس، فهل خلع الضرس لا يزيل الألم، بمعنى أن العصب الخامس سيسبب نفس الألم حتى بعد الخلع؟

مع العلم أني خلعت ضرساً كان يسبب لي ألماً، ولم يظهر بالأشعة أي التهابات قبل خلعه، ولكني لم أجد ألماً بعد خلعه.

السؤال الآخر: هل علاج العصب الخامس يكون بالجراحة فقط، وأي علاج دوائي لا يتعدى كونه مسكناً لإزالة العرض لا المرض؟

جزيتم خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الفاضل حفظك الله: عصاب مثلث التوائم أو (Trigeminal neuralgia) هو عبارة عن اضطراب حسي يصيب العصب الدماغي الخامس، وهو أحد أهم الأعصاب المسؤولة عن الإحساس الألمي الحراري للوجه والفكين والأسنان، ويسبب في هذه الحالة آلاماً شديدة متكررة بالصدغ، أو الشفاه، أو اللثة، أو الذقن على أحد جانبي الوجه, تُعتبر من أشد أنواع الألم التي قد تصيب الإنسان.

وعادة ما يشكو المريض من نوبات متكررة من آلام حادة مثل: التيار الكهربائي الخاطف مع حرقة شديدة لعدة ثوان على أحد جانبي الوجه، يبدأ الألم إما من الأعلى للأسفل، ونادراً ما يكون العكس, لا يستطيع المريض لمس وجهه نهائياً، وأي منطقة بالوجه تتغذى بالعصب الخامس يمكن أن تؤدي إلى إثارته إذا ما تم إحداث تنبيه حسي لمناطق معينة من جلد الوجه، أو الغشاء المخاطي، أو المسافات بين الأسنان، مثل: غسل الوجه، الحلاقة، تنظيف الأسنان، البلع، المضغ، الكلام، أو حتى ملامسة الهواء للوجه, تتكرر هذه النوبات لعدة أسابيع، أو أشهر، يحدث بعدها مرحلة من السكون والتحسن لعدة أشهر، أو سنوات, ويقل معدل حدوث نوبات الألم مع التقدم في سن المريض.

لتشخيص حالتك إذا ما كنت تشتكين -فعلاً- من عصاب مثلث التوائم يجب عليك مراجعة الطبيب؛ للقيام بالفحص المطلوب لتأكيد الحالة، ويشمل الفحص: الفحص الحسي للوجه، والفكين، والأسنان، وتحديد النقاط المهيجة، وتحديد المسببات التي قد تكون فيروسية، وقد نلجأ إلى إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي لمعرفة الأسباب التي قد تكون بسبب ضغط على العصب الخامس في الدماغ، أو ضغط على مسار العصب (وعاء دموي ضاغط, ورم, ...) وقد تكون الإصابة ثانوية بسبب التصلب اللويحي الذي يصيب الدماغ، ولكن على الأغلب أسباب الإصابة بالمرض مجهولة.

إذا تأكد إصابتك بعصاب مثلث التوائم، فإن خلع الأسنان جميعها، أو قسم منها لا يزيل الألم، وهو عمل بطلت صحته مع تقدم الأبحاث، ولا يتعدى أكثر من كونه إزالة للوسواس المرضي: أن الأسنان هي المسبب، أما العلاج فيكون في المراحل الأولى للمرض دوائياً (Tegretol 200 MG): وهو من أدوية الصرع، ويعتبر علاجاً دوائياً نوعياً في حالات العصاب، يقوم العلاج الدوائي بإزالة أعراض الألم فقط، ويحتاج إلى استعمال مديد، ولكن في الحالات التي يكون السبب انضغاط العصب قد لا يكون العلاج إلا جراحياً، ويشمل تخفيف الضغط على عقدة العصب جراحياً، وفي بعض الحالات المتقدمة قد يكون الحل بقطع فرع العصب، أو حقن كحول حوله سيؤدي إلى زوال الألم، ولكن النتيجة سيفقد الإحساس من المنطقة.

أسأل الله لك الشفاء العاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً