الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بنفور الناس مني بسبب ضعف تواصلي الاجتماعي..

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مشكلة جدية في حياتي، وهي عدم الثقة بالنفس، وعدم تقدير الذات، ولوم نفسي دائمًا حتى لو لم يكن مني السبب في بعض الأحيان، وأحس أن هناك حاجزًا بيني وبين الناس، وأحس برهبة عند التحدث مع الناس، خاصة مع النساء، ولا أستطيع التعبير لكم عن مدى ما أعانيه بسبب هذه المشكلة التي أدت إلى توتر في علاقاتي الاجتماعية؛ لأن الناس يظنون أنني معقد، وليس اجتماعيًا؛ لأنني نادرًا ما أختلط بالمجتمع ككل، وأخاف من الذهاب للمناسبات، والدعوات الاجتماعية بسبب خوفي وأحس به، أنه لا إرادي، وأحس بتنفس قوي، وضيق بسيط بالنفس بمثل هكذا مواقف مما أضطر في بعض الأحيان إلى عدم ذهابي إلى المناسبات الاجتماعية، وكذلك أحس أنني أريد أن أستعجل بإنهاء الحديث مع الجانب الثاني بدون سبب، فقط الرغبة بالانسحاب من المواقف الاجتماعية.

كذلك أحس بأن هناك حاجزًا كبيرًا بيني وبين الشخص الذي أمامي، وشيء يربط لساني، ولا يدعني أتكلم، أي أني أفتقد إلى روح المبادرة، ودائما أنتظر من الشخص المقابل أن يقوم بالمبادرة، وحتى لو تطلب المواقف أن أكون أنا صاحب المبادرة، وذلك بسبب الخوف بداخلي، وكذلك أحس بأن الذين حولي يتحدثون عني رغم أنهم عكس ذلك، وإذا رأيت شخصين يتحدثان فيما بينهم، أحس أنهم يتحدثون عني، ويحدث لي هذا في المنزل، أو العمل، أو الأماكن العامة، والأكبر من ذلك كله هو أني أحس دائمًا أن أحدًا ما ينظر إليً، ويراقب تحركاتي ومشيتي، وحين أجلس، وحين أقوم، وحاولت التخلص من هذا الأمر بدون فائدة، وكذلك مزاجي أغضب على أقل شيء.

أنا الآن مدمر نفسيًا؛ لأن أتغلب على حالتي ليوم، أو يومين وترجع تلازمني، وكأن شيئا لم يحدث، وكل ما سبق سبب لي تمزقًا في علاقاتي الاجتماعية، وأحدث فجوة بيني وبين إخوتي في المنزل، وعلاقاتي مع المجتمع خارج المنزل حتى أخذ الناس نظرة أنني معقد، وليس اجتماعيا، ومع أني داخليًا عكس ذلك تمامًا، وأردت أن أثبت للناس ذلك، ولم أنجح بذلك أحب الناس والاختلاط والعلاقات الاجتماعية، وكل ما ذكرت لكم هو ما سبب لي كل هذه المشاكل.

علما أنني أصلي الصلوات في أوقاتها، وأصوم، فما تشخيصكم لما أعانيه؟ وأرجو أن تساعدوني على حل هذه المشكلة التي أعاني منها منذ أن كنت في المدرسة الابتدائية، وهل من أدوية أو علاجات سلوكية معينة؟

وشكرًا وبارك الله بكم على موقعكم المبارك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

موضوع الثقة بالنفس وحساسيتك الزائدة ربما يكونان هما سبب مشكلتك الرئيسية، وإذا زادت ثقتك بنفسك ستكون -إن شاء الله- أكثر جرأة ومبادأة، وستتغلب على المشكلة بكل سهولة ويسر -إن شاء الله- ونرشدك بالآتي:

1- التزم بفعل الطاعات وتجنب فعل المنكرات لتقوى العلاقة بينك وبين المولى عزَ وجلَ، فإذا كنت مع القوي، فستكون -إن شاء الله- أقوى ولا تخف من المخلوق.

2- قم بتعديد صفاتك الإيجابية، ولا تحقر ما عندك من قدرات وإمكانيات، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يومياً.

3- لا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظر إلى من هم أقل منك واحمد الله على نعمه.

4- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء، وجلّ من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكر أن كل من أجاد مهارةً معينة، أو نبغ في علمٍ معين مرَ بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ لا يتعلم ولا يتقن صنعته.

5- لا تستعجل في الإجابة على الأسئلة المفاجئة، وحاول إعادة السؤال على السائل بغرض التأكد، ولا تضع نفسك في دور المدافع، بل ضعها في دور المهاجم، وفي المحادثات تعلم كيفية إلقاء الأسئلة، ومارسها أكثر، واعلم أن الناس الذين تتحدث معهم لهم عيوب ولهم أخطاء أيضاً.

6- حاول وضع برنامج اجتماعي تقوم فيه بزيارة الأقارب، والأصدقاء والزملاء والمشاركة في مناسباتهم الاجتماعية، ولا تطل الجلوس معهم في البداية، بل اجعلها زيارة خفيفة، وحضر الموضوعات التي تريد الحديث فيها.

7- تدرب على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تألفهم من الناس.

8- حاول ممارسة تمارين الاسترخاء، فستساعدك كثيراً -إن شاء الله- تجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: 2136015.

9- أحسن الظن دائماَ في الآخرين إلى أن يتبين لك العكس.

10- للمحافظة على العلاقة مع الآخرين ركز على النقاط التالية:
أ‌-المعرفة أي تقصي الحقائق، وأجمع أكبر قدر من المعلومات قبل الحكم على الأمور.
ب‌- النظرة الشمولية للمواقف التي تحدث بينك وبين الآخرين.
ج- التماس العذر للطرف الآخر في حالة عدم التزامه بالمطلوب.
د- التحرر من الهوى وتحكيم العقل قبل العاطفة.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً