الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبت فتاة محترمة ثم تبين لي أن أمها سيئة السمعة، فما العمل؟

السؤال

أنا شاب، لي علاقة مع فتاة منذ عامين، وهدفنا الزواج، لم أتقدم لها بصفة رسمية، ولكن كان لي حديث مع أهلها، وكانوا ينتظرون مني التقدم بصفة رسمية، وأهلي كذلك كانوا على علم بعلاقتنا، كان والداها منفصلين، ولم أعتبره عائقًا أمام زواجنا؛ لأنه وببساطة لا يعتبر الطلاق من المحرمات، إلا أني انتظرت حتى تتحسن أموري المادية وتتضح، حتى أكون في حجم المسؤولية، -ولله الحمد- تيسرت أموري الآن، ولكن حينما كنت بصدد الاستعداد لطلب يدها بصفة رسمية، تفاجئت بحديث جيرانها الذين أخبروني بأن سبب طلاق والديها هو علاقة أمها برجل آخر.

مع العلم أن الفتاة محترمة، ولم أسمع عنها إلا الخير، وعن أبيها كذلك، فهو رجل يحافظ على صلواته، نحسبه على خير، والله حسيبه، إلا أن المشكلة هي أمها، وكما تعلمون المجتمعات العربية لا تقبل أن يتزوج الشاب من فتاة أمها سيئة السمعة، ولكن ما يهمني هو نظرة شرع الرحمن.

فأفيدوني بارك الله فيكم! فإني في حيرة من أمري، أصبحت مترددًا: هل أواصل المشوار، وأتوكل على الله، وأطلب يد الفتاة بصفة رسمية، أو أتركها؟

في الحقيقة احترت بين الأثر الذي يقول: (تخيروا لنطفكم، فإن العرق دساس)، وقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.

بارك الله فيكم، وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الفاضل، ونسأل الله أن يهيء لك من أمرك رشدًا، وأن يُلهمك السداد والرشاد.

ونحب أن نؤكد أن الفتاة إذا كانت صاحبة دين ظاهر وأخلاق وحجاب وسِتر، فما ينبغي أن تؤاخذ بجريرة أُمِّها، فإنه كما قال الله: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، وقلَّ أن يجد الإنسان شابًا ملتزمًا وأهله على الخير والالتزام، وليس في والديه، ولا في أخواله، ولا في أعمامه من هو سيء، كذلك الأمر يصعب علينا أن نجد فتاة بلا عيوب، وأهلها بلا عيوب، وأقاربها، وأرحامها دون عيوب، أو دون نقائص؛ ولذلك ينبغي أن يكون الإنسان واقعيًا كما يقال في هذه المسائل، وينظر لكل حالة بحسبها، ولكل موقعة ولكل حدث حسب الظروف المحيطة به.

ولذلك نحن نحب ألا تُظلم هذه المسكينة خاصة بعد هذه المدة الطويلة من الارتباط والتعارف، ومع ذلك فإن الأمر لك، فإذا كنت ستُكرم وتستر، ولا تعاملها بجريرة آخرين، فأكمل معها المشوار، وإن كنت ذلك الشكّاك الذي سينزع إلى الشر، ويرغب في أذيتها، فخير لك ولها أن يحدث الفراق منذ هذه اللحظة؛ حتى لا تطول الندامة بعد ذلك بعد أن يحصل الارتباط.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعين الجميع على الخير، وأن يغفر لكل مُذنب متجاوز للحدود، وأن يُلهمنا رُشدنا، وأن يُعيذنا من شرور أنفسنا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية لغاليغ

    لاحول ولاقوة الا بالله استخير الله

  • قطر طارق

    أرى أنه ما دامت الإبنة على خلق كما يعرفها على مدار العامين السابقين حتى تحسنت ظروفه المادية فإنى أرى أن يتوكل على الله ويتقدم لخطبتها رسمياً وأن لا يأخذها بذنب أى أحد أخر حتى ولو كانت الوالدة، فكم من مفسدين فى الأرض أنجبوا علماء أفاضل، وكم من علماء أجلاء أنجبوا من هم مفسدين فى الأرض، ولا ينجب أن ننسى أنها ليست نهاية العالم أن الأم قد أخطأت فمن الممكن أن تتوب إلى ربها وكأن شىء لم يكن، والله الموفق.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً