الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي يبالغ في الملامسات الجسدية ويحقر نفسه أمامي لدرجة نفرتني منه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 24 عاما، عقد قراني منذ 4 أشهر على رجل عمره 26 عاما، لا توجد صلة قرابة بيننا، كان لا يهمني بقدر كبير شكل زوج المستقبل، حتى في النظرة الشرعية كل ما كنت أريده أن يتقبلني هو كزوجة، أنا فتاة جميلة وجامعية، في بداية الخطبة أخبرني أنه ليس على قدر من الجمال، وكان يشوه نفسه أمامي وأنني أستحق رجلا أحسن منه، وأول لقاء لنا مكثنا نصف ساعة وكنت متقبلة له، حتى أني قبل ذهابه كنت أرجوه أن يمكث أكثر وبتلقائية ودعته بعناق.

ثاني لقاء معي بدأ بتقبيلي وعمل ملامسات كثيرة، لم أستوعب الأمر، أحسست بتأنيب الضمير وببكاء شديد طول أيام الأسبوع، وأخبرته أني لا أحب الأمر، لكنه يكرر الأمر عند كل زيارة، هو يزورني مرة في الأسبوع، كنت أبكي بعدها وأكره الزواج، ولم أتقبله حتى كشكل وتصرفات، حتى في بعض الأحيان أتمنى له الموت، فكرت كثيرا بالانفصال بسبب عدم تقبلي له وشعوري الدائم بالبكاء، لكنني لا أجد سببا غير عدم تقبلي له كشكل وتصرفات، دعوت الله كثيرا ليحببني فيه، وأخبر نفسي أني أحبه وأحاول أن أحبه بشتى الطرق، هو لا يجيد تحبيب نفسه لي، حتى أنه يحسسني أنني أفضل منه في كل شيء، وأنا أحس بذلك دون أن أخبره، يتصل بي ولكنه لا يسأل ماذا أحتاج، ولا يتودد لي بشيء.

آخر لقاء بيننا كان يقلب هاتفه معي وإذا بصور فظيعة، أخبرني أنه لا علم له بها وأرسلتها مجموعة أصدقاء العمل، ومرة لمحت كلام بذيئا في تلك المجموعة، لم يعطني تبريرا إلا بالحلف، وعمل لي حركة أحسست بها بعنفه تجاهي، وقد أرسل لي بداية الخطبة صورة غير مناسبة فنهرته، ومرة أخبرني أنه يريد التحدث عن الجنس ولا يجيد التحدث في الأمور الهامة، لا أعرف شعوري تجاهه، ولا أحس بالأمان تجاهه، فأنا أفكر كثيرا في الانفصال، أعرف عواقب الطلاق وآلامه، لكني أخشى الاستمرار أكثر، عند السؤال عنه أخبروني أنه خلوق وطيب ومحافظ وجامعي.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك التواصل مع الموقع، وكنا نتمنى أن نرى مزيدًا من الإيجابيات للرجل -بعد أن رأينا هذه السلبيات-، الذي ربما يظن بعد العقد (الزواج) أن الأمور أصبحتْ أمورًا أخرى، وفعلاً أنت أصبحتِ زوجة له، ولكن هذه المسألة، ما يتعلق بعد الزواج وقبل الدخول وإتمام المراسيم، لا بد أن يكون لها حساب ويكون لها حدود، ولا بد من تحديد موعد لإكمال المراسيم، ورأي أهلك له أثر كبير في هذه المسألة.

وكنا نريد أن نعرف التزامه بالصلاة، وتحمله المسؤولية، وسلوكه بين أصدقائه، وحرصه على أن يُصادق الصالحين، هذه معاني لا بد أن تكون واضحة، ونتمنى مناقشة هذه الأمور على بيّنة ووضوح، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على كل أمر يُرضيه.

ونحب أن نقول: هذه التصرفات التي تحصل منه ربما تضايقك، ولكن كنا نريد أن نعرف لماذا هو يتصرف بهذه الطريقة، إذا كان هو بهذا الاشتياق لماذا لا يُكمل مراسيم الزواج، كيف تعرفتم عليه؟ نريد أن نستمع لمزيد من الإيجابيات والأمور الحاسمة، ما هو رده عندما تستنكرين هذه الأمور؟ وكذلك لا بد من حسم علاقاته المشبوهة عبر الجوّال وغيره منذ البداية حتى لا تدخل الشكوك إلى النفوس.

وليت الرجال عرفوا أنهم بعد حياتهم الزوجية لا بد أن تتغير كثير من التصرفات التي كانت عندهم، وليس من الحكمة أن تحاولي التنبيش والتفتيش، ولكن من الضروري جدًّا أن تؤكدي على المعاني الشرعية وعلى مراقبة رب البرية، وعلى محافظته على الصلاة، وعلى قدرته على تحمل المسؤوليات، ومن الضروري أن ينظر المحارم في الرفقة التي حوله، وكذلك لا بد أن تنظري في الفرص المتاحة، في عواقب الطلاق التي أشرت إليها، في الشباب الموجود أصلاً والمتاح الذي يمكن أن يتقدم.

المسألة تحتاج إلى أن تنظري إلى كافة الزوايا، ونتمنى أن تتواصلي مع الموقع حتى نشترك جميعًا في اتخاذ القرار الصحيح، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر أبوشوقي

    لايتسرع الإنسان في الأمور المصيرية ولا بد من التأن قدر المستظاع واستخيري ربك عدة مرات واشركي أهلك في الموضوع وخاصة أمك واكثري من محاولته للرجوع إلى جادة الصواب فإن استعصى الأمر فالله هو ولي الصالحين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً