الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختفت المخاوف والوساوس مع العلاج، لكن بقي الخوف من الخروج!

السؤال

السلام عليكم.

شكرا لكم، وجزاكم الله خيرا على جهودكم الجبارة.

أنا فتاة عمري 19 عاما، أصبت في شوال الماضي بقلق وخوف، وكانت تنتابني أفكار خاطئة مثلا أن أضيع أو أسقط أو أموت، أو أن أهلي يضربونني، أو أن الطالبات في الجامعة يؤذونني، أو أن خالي يخطفني، وأتوهم أشياء كثيرة، وأخاف الأمراض والجنون والجن، والموت وموت أهلي.

خفت أعراضي منذ دراستي من تلقاء نفسها، وقمت بزيارة الطبيبة النفسية في شهر محرم، وصرفت لي السبرالكس وتناولته 10 ملج، -والحمد لله- اختفت جميع المخاوف والوساوس والشكوك، كنت أقول مثلا إذا جلست في الصف الأمامي أو بعيدا عن باب القاعة سوف يصيبني مكروه، أو إذا ذهبت لهذا المكان سوف يصيبني شيء، أرجو أنك فهمت هذه النقطة، بقيت مشكلة الخوف من الخروج من المنزل، أخاف السقوط، والموت عند الناس، وهكذا، أريد أن أسألك يا دكتوري، هل الذي أصابني فصام أو أفكار ظنانية؟ وهل السبرالكس مناسب لي؟ وأيضا أخاف من أمر الانتكاسة جدا.

انصحني أثابك الله، فثقتي بك كبيرة بعد الله، وعذرا على إطالتي، أستودعكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م . ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وصفك دقيق جداً لما يدور في خلدك من أفكار، ونؤكد لك بصورة قاطعة أنها أفكار وسواسية قلقية افتراضية، ولا علاقة لها بمرض الفصام أو الأمراض الظنانية المشابهة، الذي يجب أن تركزي عليه الآن هو تحقير هذه الأفكار كاملة، والإصرار على الخروج من المنزل، واستعيني بالأذكار، وأنت خارجة قولي بسم الله توكلت على الله، وادفعي نفسك واخرجي، ويجب أن يكون هدفك من الخروج واضحاً كالذهاب إلى الدراسة مثلاً.

وربما يكون من الأفضل أن ترفعي جرعة السبرالكس إلى 20 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، هذه الجرعة علاجية صحيحة خاصة فيما يتعلق بالمخاوف الوسواسية الافتراضية المتعلقة بالخروج من المنزل، وخوفك من السقوط أو الموت عند الناس وهكذا، وبعد انقضاء الثلاثة أشهر ارجعي إلى جرعة الـ 10 مليجرام، وهذه يجب أن تستمري عليها على الأقل لمدة ستة أشهر وحسب ما ينصحك طبيبك، هذا هو الذي أنصحك به وأؤكد لك مرة أخرى أنها وساوس وليس أكثر من ذلك، وهي ذاهبة -إن شاء الله تعالى-.

شافاك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً