الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الذي ينبغي علي فعله للمحافظة على الحمل بعد مشيئة الله؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حملت بعد شهرين من زواجي، وكان لدي ألم في البطن في بداية حملي، وبعد أن عرفت بأني حامل، أصابني نزيف، وأعطوني إبرا وحبوب تثبيت، وبعد ثلاثة شهور من الحمل حصل نزيف ثاني، وأعطوني تحاميل وحبوب، واستمررت عليها إلى بداية الشهر الخامس، وقطعت التحاميل، واستمررت على الحبوب، وفي نهاية الخامس حصل معي ألم في الظهر، ونزلت نقط دم، وعندما استيقظت في اليوم ثاني شعرت بأني شيئا سيخرج مني مثل الكرة، فضغطتها للداخل، فحصل نزيف بعدها، وقالوا لي: بأن الرحم مفتوح 2 سنتم، ويلزمني راحة تامة، مع مهدئ للتقلصات، لأنه بسبب التقلصات فتح الرحم، وبقيت أسبوعا ينزل مني ماء خفيف، وقالوا لي: بأنه ظهر في السونار بأن كمية ماء الجنين قليلة، وقد يكون بسبب التسرب، عملت مسحة، وكانت النتيجة سلبية، وبعدها نزلت الكرة مرة ثانية، مع دم، وظهر الرحم مفتوحاً 3 ونصف، وبعدها بيومين ذهبت للمستشفى وولدت في أول السادس، وطبعا الجنين مات –والحمد لله-.

الآن أنا حامل، وكنت قد أجريت كل الفحوصات اللازمة، وكانت سليمة، ما عدا أشعة الصبغة، قالوا لي: بأن هناك أنبوبا مقفل، واحتمال أن يكون لحمية، وسيتأخر الحمل، وأنه يلزمني عمل منظار، وفي أول تجربة للحمل حملت –والحمد لله-، وأنا الآن بالأسبوع السابع، والدكتورة تعاتبني على العملية، وأنه من الممكن أن يحدث في حملي هذا مشاكل ولا يكمل، وممكن أن يكمل، فخفت من كلامها، وأسأل الله أن يكمل لي الحمل.

سؤالي: هل من الممكن أن تسبب اللحمية نزيفا وولادة مبكرة؟ وهل الربط يساعدني ليتم حملي بسلام؟ وما الذي ينبغي علي فعله للمحافظة قدر الإمكان على الحمل بعد مشيئة الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dalal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك على هذا الحمل –يا عزيزتي-، ولك العذر في ذلك، وأسأل الله عز وجل أن يعوضك بكل خير، وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة.

وكان من الأفضل لو أنك أرسلت لي بتقرير التصوير الظليل للاطلاع عليه، ومحاولة معرفة هل ما تمت مشاهدته هي لحمية عادية أم ورم ليفي؟ وإن كانت لحمية هل هي بحجم صغير أم كبير؟ وأين تتوضع في الرحم؟ وهل هي في أعلى الرحم أم في أسفله في جوفه أم في جدرانه؟

على كل حال: ما أحب أن أؤكد عليه في مثل هذه الحالات هو أن التصوير الظليل ليس هو الطريقة الصحيحة لتشخيص اللحميات، والطريقة الصحيحة هي إما عن تنظير جوف الرحم أو عن طريق عمل السونار المائي، لذلك يبقى وجود اللحمية عندك هو أمر غير مؤكد وغير واضح، طالما أنه لم يتم عمل تنظير للرحم أو سونار مائي.

وما أحب أن أقوله لك هو أن نسبة عالية من الولادات الباكرة تحدث بدون سبب واضح، أي لا نعرف بشكل مؤكد سبب حدوثها، لذلك يجب أخذ كل الاحتياطات الوقائية عندك، بغض النظر هل عندك لحمية في الرحم أم لا، ومن أهم هذه الاحتياطات:

1- عمل مسحة من باطن عنق الرحم للزراعة، وذلك للتأكد من عدم وجود التهاب كامن، قد ينشط في الحمل ويؤدي إلى ولادة باكرة –لا قدر الله-.

2- عمل ربط لعنق الرحم عند بلوغ الحمل عمر 14 أسبوع، والربط يجب أن يتم حتى لو كان عنق الرحم عندك مغلقا.

3- تفادي الإجهاد خلال الحمل، مع تفادي الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، والحرص على أخذ قسط وافر من النوم خلال الليل لا يقل عن 8 ساعات، والأفضل في الحمل النوم على الجانب الأيسر.

4- تفادي حدوث الجماع خلال الحمل، وإن حدث فيجب أن يتم مع استخدام الواقي الذكري.

5- تناولي الكثير من السوائل المفيدة، مثل: الماء والعصائر الطازجة والحليب، وذلك من أجل الحفاظ على حجم جيد للدوران في المشيمة.

6- تناول المثبتات على شكل أبر أو تحاميل أو حبوب حسب ما تفضلين.

كل ما سبق ما هو إلا نوع من الأخذ بالأسباب فقط، ويبقى التوكل على الله هو الأهم، فهو عز وجل خير الحافظين.

نسأله جل وعلا أن يرزقك بما تقر به عينك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر فاطمه

    جزاك الله كل خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً