الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الثرثرة والعصبية؟

السؤال

السلام عليكم...

أنا كثيرة الكلام وعصبية، حاولت أن أغير صفاتي عن طريق قراءة كتب تطوير الذات، وكذلك التأمل، لكن دون فائدة، وكذلك العقل الباطني، أرجوكم ساعدوني، أود أن أكون قليلة الكلام وغير عصبية، وأن أحب الاستماع أكثر من الحديث.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أشواق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على كتابة إلينا في هذا الموقع.

إن ما أنت عليه من الصفات والطباع أولا ليس ضعفا أو سوءا، وإنما ربما نتيجة طبيعية لظروف الحياة، وربما توجيه الأسرة وطبيعة تربيتها.

إن العصبية أو الغضب وكثرة الكلام في كثير من الأوقات إنما هي نتيجة ومظهر لشيء آخر، فيا ترى ما هي الأمور في حياتك الخاصة والأسرية والاجتماعية، والتي لم تتحدثي لنا عنها الكثير، مما يمكن أن يفسّر هذه العصبية والرغبة بالكلام والتي تشتكين منها؟

فأحيانا ربما تشعرين بالرغبة في الاعتراض أو انتقاد الناس، إلا أنك لا تستطيعين، فلا شك أن هذا يجعلك تمتلئين بالعواطف والمشاعر الكثيرة التي تختزنينها في نفسك، والتي تنتظر أن تخرج أو تنفجر في مكان وزمان مختلفين، فإذا أنت تجدين نفسك أمام موقف ومن حيث لا تدرين تجدين نفسك منفجرة بالغضب والعصبية وكثرة الكلام، وربما أنت تسألين نفسك لماذا؟

ابحثي وفكّري بتفاصيل حياتك وظروف معيشتك، واسألي نفسك:
• ما هي الأمور أو المواقف التي تزعجني أو تشعرني بالغضب؟
• ما هي المواقف التي أشعر فيها بالعصبية إلا أنني لا أستطيع التعبير عنه؟
• كيف يمكن أن أفرّغ مشاعري وعواطفي بطريقة صحيّة سليمة وغير ضارة؟
• ما هي الهوايات التي أستمتع بها في حياتي؟

إن الإجابة على هذه الأسئلة ستساعدك كثيرا على تجاوز هذه المرحلة، أو المواقف الصعبة التي تعيشينها، وستعينك على التغيير الذي تريدين، مارسي الرياضة أو غيرها من الأنشطة المريحة لك والتي تستمتعين بها، كتعبير عن المشاعر والعواطف التي تعتلج في صدرك، أنا متفائل من أنك ستستطيعين تجاوز هذه المرحلة وبنجاح، ومصدر هذا التفاؤل أمران:

الأول: هو عزمك على إحداث التغيير المطلوب، وإلا لما كتبت إلينا، وخاصة أنك ومنذ مدة وأنت تحاولين التغيير.

والثاني: أنك ما زلت في عمر 19 سنة، عمر الشباب والتكوين، أي أنك تستطيعين تغيير الكثير مما في حياتك، ولكن عليك أولا أن تحددي تماما ماذا تريدين من التغيير المطلوب.

إني أقول عادة أن مما يعجبني في تعريف الشخصية أحيانا تعريفا بسيطا أن: الشخصية هي مجموعة من العادات السلوكية، فبدل أن تحاولي تغيير شخصيتك من العصبية وكثرة الكلام، حاولي تغيير العادات السلوكية عندك، وهذا أمر ممكن وعمليّ، وستشعرين من خلال الزمن بشخصيتك التي تريدين، ولا بد من التدرج وبعض الوقت في تغيير العادات عموما، فهذه تحتاج لوقت.

وفقك الله، وأعانك على تحقيق مرادك، لتمتلكي الشخصية والطباع التي تريدين وتتمنين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • mouhammad

    انا كثير الكلام ولا استطيع ضبط لساني كل ما بيحصل معي شيء بصير بحكي كل شيء

  • العراق مروة

    جميل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً