الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي ومن آلام أسفل الظهر.. فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 24 عاما, أعاني من مشكلتين: الأولى:
أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ البلوغ, ومن أعراضه الاحمرار, والتلعثم, والإشارة أثناء الكلام بالأيدي, والعرق, والرعشة, وقد قرأت عنها كثيرا, وبالطبع أنت تعرفها جميعها؛ حيث إنني أعاني من الوحدة والانطوائية, ومن كل شيء خاص بالرهاب.

أخذت دواء باروكاستين 20 مجم من شركة أيفا فارما في مصر منذ أسبوعين, وبدأت بنصف حبة لمدة أسبوع, وبعدها زدت إلى حبة في اليوم, وأحسست بتحسن ملحوظ, ولكن أنا لا أعرف ما خطة العلاج الكاملة, وهل أستمر على هذا العلاج وعلى هذه الجرعة أم ماذا؟

علما بأن العلاج يسبب لي صداعا, ويجعلني أضغط على أضراسي, ولكن مع الانشغال لا أحس بأي شيء.

المشكلة الثانية: أعاني من آلام الظهر منذ 5 أشهر, ولا أعرف ماذا أفعل, فطولي 177سم, ووزني 64 كجم, وأعاني من تحدب الظهر.

آلام أسفل الظهر غير مستمرة, ولا دائمة, ولا تعيقني عن العمل, فأنا أعمل مدة 12 ساعة يوميا واقفا على الأقدام, أشعر بآلام في بعض الأيام, ولكن وقت الشغل لا أشعر بشيء, وهناك ألم في منتصف الظهر من الأعلى في بعض الأوقات في أواخر ساعات العمل, والألم في الساق اليمنى عند كعب الرجل.

أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed al salam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

استجابتك للباروكستين كانت استجابة ممتازة, والجرعة التي تتناولها أنت هي جرعة صغيرة, واستجابتك بهذه الدرجة الممتازة أمر مفرح, وتسر له النفس, وأنا أريدك أن تستمر على العلاج لمدة ستة أشهر على الأقل، أي حبة واحدة تتناولها يومياً لمدة ستة أشهر, بعد ذلك اجعلها نصف حبة يومياً لمدة شهرين, ثم نصف حبة يوما بعد يوم, لمدة شهر, ثم توقف عن تناول الدواء.

العلاج الدوائي فائدته معروفة ومثبتة, وفي حالتك إن شاء الله تعالى تكون النتائج رائعة كما هو متوقع، الصداع الذي عانيت منه قد يكون سببه الزيروكسات, فهو في الأيام الأولى للعلاج قد يسبب صداعا بسيطاً, لكنه بعد ذلك سوف ينتهي تماماً.

التحسن الذي طرأ عليك والتحسن الذي سوف يأتي يجب أن تستغله الاستغلال الصحيح والحسن, وذلك من خلال أن تقتحم المخاوف, أن تختلط بالناس, أن تتواصل, أن تقوم بواجباتك الاجتماعية كاملة، أن تطور نفسك في مكان عملك, أن تحرص على الصلوات مع الجماعة، هنا سوف تشعر بأن الحياة قد عادت إلى طبيعتها الصحيحة, وأن مزاجك قد تحسن.

الخوف الاجتماعي بما أنه نوع من القلق الشديد والخاص دائماً يؤدي إلى شعور بالإحباط, وهذا هو الذي جعلك تحس أن حياتك بدون أهداف معينة الآن والتحسن آتٍ إن شاء الله, عليك بالتفكير الإيجابي, والتخطيط السليم للحياة, وأن تكون لك غايات تضع الوسائل التي توصلك إليها, وهنا سوف تحس أن حياتك لها معنى حقيقي إن شاء الله تعالى.

بالنسبة لآلام الظهر: بما أن لديك تحدبا في الظهر؛ فيفضل أن تقابل استشاري العظام المختص في السلسلة الفقرية، الطبيب قطعاً سوف يقوم بفحصك, وإذا لزم الأمر فسوف يقوم بإجراء النوع المناسب من التصوير ليعرف حقيقة هذا الألم، في معظم الحالات تكون هذه الآلام آلاما عضلية, وهذه بمجرد أخذ قسط كاف من الراحة والنوم بصورة صحيحة, وممارسة الرياضة المطلوبة, وتناول بعض المسكنات تعود الأمور لطبيعتها إن شاء الله تعالى.

أفضل كثيراً أن تذهب وتقابل الطبيب, ونسبة ما ذكرته من تحدب في الظهر, وكذلك آلام الساق اليمنى؛ لأن الضغط على أعصاب الظهر قد يؤدي إلى هذه الأعراض, أي الآلام في الساق اليمنى، والسمنة لا بد أن تعالجها, تخفيف الوزن من أفضل أنواع علاج آلام الظهر, وآلام الركبتين والمفاصل عامة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

++++++++++
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
تليها إجابة الدكتور محمد حمودة استشاري أول -باطنية وروماتيزم.
+++++++++

بالنسبة لآلام الظهر فإن كانت هذه الآلام تأتي في نهاية النهار, وتكون فقط في أسفل الظهر, ولا تحس أنها تنتشر إلى الطرف السفلي, ولا تترافق بأي شعور مثل التنميل أو التخدير في الأطراف؛ فهي تكون بسبب قلة الحركة, والجلوس الطويل, فهذا يؤدي إلى ضعف عضلات الظهر؛ ولذا فإنه يتم التركيز في مثل هذه الحالة على وضع مخدة صغيرة خلف الظهر, وأن يكون الكرسي مناسبا, وأن يقوم الإنسان ويتحرك كل نصف ساعة, وكذلك عليه بإجراء تمارين لتقوية عضلات الظهر, وهذه مهمة جدا, فهي تعطي مرونة وتقوي عضلات الظهر, وهذا يقلل من إمكانية عودة الآلام.

في الحالات التي يزيد فيها الألم فإنه يمكن تناول دواء البارسايتومول أو أي أدوية مسكنة مثل البروفين لعدة أيام, وأما إن كانت الآلام تنتشر إلى إلى الفخذ والساق والقدم؛ فهذا يشير إلى وجود انضغاط على أحد جذور الأعصاب بسبب انزلاق غضروفي, ومن أعراضه أن يكون الألم خلف الفخذ, وفي الساق والقدم؛ ولذا فإن كانت الآلام في الظهر تترافق مع آلام الساق والكعب، فإنه يجب أن يتم فحصك من قبل طبيب مختص بجراحة العظام, وقد يلزم إجراء صورة شعاعية لأسفل الظهر.

يمكنك ملاحظة إن كانت هذه الآلام فقط في نهاية اليوم, ومع الجلوس الطويل, فتكون منه, أما إن كانت تأتي فقط في أوقات معينة فإنه يجب كما قلت تقوية عضلات الظهر, وهذا يتم تحت إشراف المعالج الطبيعي, ثم تقوم أنت بنفسك بالتمارين والاستمرار بها.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً