الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلقت بمعلمتي تعلقًا جعلني أتذكرها حتى في صلاتي.. هل أقطع علاقتي بها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله، جزاكم الله عنا خير الجزاء، وتقبل منكم، إنه هو السميع العليم.

أود أن أستشيركم بأمر، فأرجو منكم النصيحة، تعرفت على أستاذة حافظة لكتاب الله، ومحفظة له، وذلك بفضله سبحانه، منذ حوالي سبعة أشهر تقريبًا، عن طريق صديقة لي في الجامعة، بدأنا بدروس في الفقه، فكانت البداية جميلة، أحببتها في الله وأعلمتها بذلك، لكن مع مرور الأيام اشتد تعلقي والتفكير بها، حتى في صلاتي، وهذا ما جعلني أكره نفسي وأكرهها، رغم أني لا أظهر لها ذلك، ولا أتصل بها إلا في المناسبات، أو إذا علمت أنها مريضة.

كنت أشعر بقرب الله مني، وبمراقبته لي في كل عمل أقوم به، أما الآن فإني أشعر بأنها هي من تراقبني، لأني ما زلت أحضر تلك الدروس، فتسألني عن أحوالي أمام صديقاتي، وأضطر لإجابتها، بفضله سبحانه أنعم علي بطاعات، لكن الذي يجعلني أشعر بالضيق والحزن، ألا يكون عملي خالصًا لله، فلا يقبل مني، لذلك أصبحت أكرهها وأكره رؤيتها.

إخوتي: هل أنهي علاقتي بهذه الأستاذة، وكيف؟ علمًا أنها ما أساءت إليّ أبدًا، بل على العكس أهدتني كتابًا في علم التجويد، ودائمًا تسال عني عن طريق صديقتي.

دمتم في تقى وسعادة، وأحسن الله خاتمة أعمالكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ آلاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الكريمة في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونؤكد لك أن حبك للمعلمة واهتمام المعلمة بك لا يؤثر على الإخلاص، فاجعلي عملك لله تبارك وتعالى خالصًا، واعلمي أن المخلص حتى لو ظهر العمل لا يضره ذلك؛ لأنه أراد وجه الله تبارك وتعالى القائل: {إن تُبدوا الصدقات فنعمَّا هي وإن تُخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم}.

ولذلك أرجو ألا تقفي طويلاً أمام هذا المُشكل، واعلمي أن الشيطان يريد أن يشوش عليك حتى تتركي هذا الدرس، ولستُ أدري هذا التعلق بالمعلمة هل لأنها جيدة؟ لأنها تعلم؟ أم تعلق بمظهرها؟ أم بشكلها؟ فالتعلق المطلوب أو الصداقة المطلوبة هي ما كانت في الله وبالله ولله وعلى مراد الله، أما الإعجاب والميل الذي يكون في أمور من أمور الدنيا فالإنسان يجتهد في دفعه؛ لأن الله يقول: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوٌ إلا المتقين}.

وأعتقد أنك من النوع الأول أي أنك تعلقت بالمعلمة لما عندها من صلاح وخير، وهي صاحبة فضل، والمؤمنة تجتهد في أن تعمّر قلبها بحب الله، ثم تجعل محابها تنطلق من حبها لله تبارك وتعالى، فتحب ما يحبه الله، وتقدم ما يقدمه الله، والله أمرنا أن نقدر ما يعلمنا، فليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا، ويعرف لعالمنا حقه.

والمعلمة الناجحة تهتم بطالباتها وتسأل عن أحوالهنَّ، ونتمنى أن يكون هذا السؤال عن كل الطالبات، ليس عن طالبة مخصصة من قبل المعلمة، وعلى كل حال فإن الشيطان أحيانًا يضع عقبات حتى ندع العلم، نحن ينبغي أن نستمر في الطلب – طلب العلم –؛ لأن العلم نور، ثم نصوّب النيات فنجعلها لله تبارك وتعالى خالصة، والمسألة تحتاج إلى مجاهدة، وإذا وجد الإخلاص فلن يضرك سؤالك المعلمة، ولن تضرري من الإجابة مهما كانت هذه الإجابة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً