الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الضغط والسكر أثرا على على كليتي.. فهل من الممكن أن تعودا طبيعيتين كما كانتا؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا مريضة بالسكر والضغط، ولدي ارتفاع في الكيرياتينين، والبوتاسيوم، وأخبرتني الطبيبة بأن الكلى بدأت تتأثر عندي، وطالبتني بالمحافظة على ما تبقى.

أنا خائفة، ولا أعلم كيف أحافظ عليهما، وهل بالإمكان أن تعود الكليتان طبيعيتين؟ وهل يمكنني ممارسة حياتي طبيعية بعد الزواج والإنجاب؟ وكيف أستطيع الحفاظ عليهما؟

أرشدوني جزاكم الله خيرا، فأنا فتاة في بداية عمري، وأخشى أن يقف المرض عائقا، أريد النصيحة، وأن ترشدوني لنظام غذائي يفيدني، فقد ابتعدت عن الطعام حاليا خوفا من الضرر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرض السكر والضغط مرضان يؤثر أحدهما في الآخر، ويتأثر به، ويتداخل العلاج بينهما، والمتابعة الجيدة لهذين المرضين في منتهى الأهمية، وهناك بروتوكولات علاجية وضعتها المنظمات الطبية العالمية المختصة في علاج الأمراض المزمنة، والخطوة المهمة في متابعة السكر والضغط هي متابعة التحاليل الطبية الدورية، ومن ذلك السكر التراكمي HBA1C %، وهي نسبة مئوية للهيموجلوبين السكري، والتي توضح نسبة السكر في الشهور الثلاثة الماضية على التحليل، والتي يجب أن تكون ما بين 7 إلى 8% على أكثر تقدير، وارتفاع تلك النسبة عن الأرقام المذكورة يشير إلى أن العلاج غير منضبط.

والتحاليل الأخرى هي: السكر الصائم FBS، والسكر العشوائي بعد ساعتين من الأكل 2HPP، ووظائف الكلى والكبد والدهون الثلاثية، والكوليستيرول العام والمنخفض والعالي الكثافة، وأملاح اليوريك أسيد، وأملاح الدم وعلى رأسها البوتاسيوم.

وعمر 25 سنة يشير إلى احتمالية الإصابة بالسكر من النوع الأول IDDM الذي يعتمد في علاجه على الأنسولين، وفي حالة التشخيص المتأخر للسكر فهناك أنواع أخرى قد تصيب المرضى في سن متأخرة بعد أو حول العشرين، وقد يتم الاستفادة من حبوب جلوكوفاج بالإضافة إلى الأنسولين، خصوصا مع الوزن الزائد.

والعلاج يحتاج إلى متابعة مع استشاري سكر لتحديد الخطوط العامة عن طريق عمل الفحوصات السابقة، وتحديد العلاج المقرر من الأنسولين والجلوكوفاج، وأدوية الضغط التي تتوافق مع السكر مثل: ACE Inhibitors .

والأطعمة -اختنا الفاضلة- لها مؤشر يسمى glycemic index، أو مؤشر السكر في الطعام، وعلى رأس هذا المؤشر في نسبة السكر الزائد العسل والتمر، ونسبة السكر فيها 100%، وفي أسفل المؤشر الملفوف للأكل على شكل سلطات وليس محشيا بالأرز والمكسرات، وكذلك في أسفل ذلك المؤشر الزهرة والقرنبيط، والأعشاب الخضراء: البقدونس، والشبت، والجرجير، والبصل الأخضر، وتصل نسبة السكر فيها إلى أقل من 10%، وبينهما تتدرج الأطعمة والفواكه والأشربة، فالماء مثلا لا يوجد به سعرات حرارية أو سكر، ويستخدمه البعض في الرجيم بدلا عن العصائر، كذلك فإن التفاح الأخضر أقل سكرا من الأحمر، والتفاح الأحمر أقل سكرا من العنب والموز، والعنب أقل سكرا من التمر، وأرجو أن يكون المعنى واضحا الآن.

فكل الأطعمة ذات السكر العالي مثل الشيكولاتة، والمياه الغازية، والحلويات، تزيد الوزن، وترفع مستوى السكر.

والأطعمة مثل: السلطات، والخضار المطبوخ والطازج، والفاكهة قليلة السكر، تساعد على إنقاص الوزن، لأن كمية السعرات الحرارية فيها قليلة، مع الحذر من الأطعمة التي تحتوي على الملح الكثير، لأنها غير مناسبة للضغط.

هذا هو المفهوم لتقليل الحمل والعبء على الجسم، ولكن يجب أن تتناولي وجبات متزنة خصوصا إذا كان سكرك من النوع الأول، حتى تحصلي على الطاقة اللازمة من النشويات والدهون، وفي نفس الوقت المحافظة على الوزن، وعدم ارتفاع نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية، وعلى الاحتياج اليومي الكافي من البروتينات دون زيادة، لأن البروتين الزائد يرهق الكلى، ويرفع نسبة الكرياتينين في الدم.

مع الحصول على الفيتامينات من الخضروات والحبوب، مثل: الشوفان، والقمح الكامل، والمهم الإرادة القوية، والاستمرار على نظام قابل للتنفيذ، سواء في العلاج أو الغذاء.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً