الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق للآخرين السخرية مني لستري عورتي؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي في صغر القضيب, فهو حوالي الـ 7.5 سم في الارتخاء, و 11.5 سم في الانتصاب, والمهم أن إصراري على غض البصر, والتحفظ في ستر العورة؛ دفع الناس لتتبع عوراتي, وأصبحوا يسخرون مني، حتى وأنا أستر نفسي جيدا.

سؤالي: هل فعلا أنا معيب؟ هل لهم حق أن يسخروا مني؟ وكيف أتعامل مع الواقع الحالي؟ قلت لن أجلس مع من يسخر مني, لكنهم زادوا إصرارا على سخريتهم مني, ويعتبرونه خارجا عن إرادتهم, وأنه شيء فطري أن يضحكوا مني, فما الحق في رأيكم؟

هل من حق زوجتي أن أخبرها بعد كتب الكتاب حتى لا أوقعها في فتنة بعد أن ترى الناس يسخرون مني؟ أم ترون عدم الزواج أفضل؟ وهل حيائي وغض البصر وستر العورة كان دافعها عندي مشكلة نفسية، أم إن ما تعلمته من الدين هو السبب, وساعده ما أنا عليه؟

أرجو الإجابة بتفصيل على كل تساؤلاتي؛ لأن الأمر في غاية الجدية, وأنا لا أعرف ما أفعل!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ يحيي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الفاضل، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونؤكد لك أنك بخير وعافية، وطالما كنت مطيعًا لله غاضًا لبصرك فسيمتعك الله بالحلال، فلا تشتغل بمسألة الأطوال المعين (القضيب) وما يُقرأ وما يُكتب، واعلم أن المتعة هبة من الله تبارك وتعالى، يفوز بها ويسعد بها من حافظ على بصره ومن ابتعد عن الخنا والفجور والعصيان، أما من توسع في هذه الأمور فإنه يُحرم من لذة الحلال -عياذًا بالله-.

فلا تفكر بهذه الطريقة، واشغل نفسك بما يُرضي الله تبارك وتعالى، واعلم أن الناس ليسوا خالين من العيوب، وطُوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته، ولو أن كل إنسان فكر بعيوبه واشتغل بها لارتاح الناس واستراحوا، ولذلك ينبغي ألا تلتفت لما يصدر منهم، واشغل نفسك بما يُرضي الله، واشغل نفسك بتطوير قدراتك، واشغل نفسك بحسن التواصل مع الآخرين، واعلم أن الذي يحتقر الناس أو يضحك عليهم أو ينتقصهم سيُبتلى عاجلاً أم آجلاً في نفسه, أو في أحب الناس إليه، ليكون أضحوكة الآخرين، وإذا تذكر الإنسان الثواب المترتب على هذه الأمور فإنه يُصبح أمامه سهلاً، لن يقف أمامه شخص أو أشخاص، لأنه يوقن أن الأمر لله من قبل ومن بعد، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراد الله.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونتمنى أن تفكر بطرق إيجابية، ولست مطالبا بأن تفضح نفسك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً