الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلتي كثيرة الصراح ولا تنام إلا قليلاً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايةً: أود أن أشكركم على خدمة الاستشارات هذه، وجزاكم الله كل الخير، وبارك الله بكم وجعلها في ميزان حسناتكم، ونفع بكم الإسلام و المسلمين.

أنا أم لثلاثة أطفال -ولله الحمد-، ابنتي الصغيرة عمرها أربعة أشهر، ولديها مشكلة في النوم، فهي لا تنام كثيرا أثناء النهار، وتنام تقريبا ساعة إلى ساعة ونصف وقت الظهر، ثم تنام نصف ساعة وقت المغرب ، ثم تنام الساعة 11 ليلا، وتستيقظ بعد ساعة ولا تستطيع العودة إلى النوم، مهما حاولت معها من وسائل تنويم الطفل المختلفة، كالإرضاع والهز وغيرها، وتبقى مستيقظة إلى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحا، مع البكاء المستمر، وخلال هذه الفترة أقوم بإرضاعها في كل ساعة، لكنها ترضع قليلا ثم تعود للبكاء والصراخ، وتصبح في حالة من التوتر والعصبية الشديدة والصراخ الشديد، وتظهر عليها علامات التعب وإسهاب العينين، ومع ذلك لا تنام إلا بصعوبة شديدة بعد الثالثة أو الرابعة صباحا.

أنا ايضا تعبت من هذه الحالة، حيث إنني يجب أن أستيقظ الساعة السادسة صباحا لصلاة الفجر، وإيقاظ ابني للذهاب إلى المدرسة، حيث أستيقظ على حالة شديدة من التعب والألم في كل جسمي، أفيدوني في الحل، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبدالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مغص الأطفال الرضع هو سبب الصراخ الكثير، فبعد استبعاد كافة الأسباب الأخرى للبكاء، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو برودة الجو أو الملابس الكثيرة أو وجود بول أو براز في الحفاض أو الجوع، يتضح عادة أن الطفل مصاب بمغص، وخاصة إذا كانت صرخاته مكثفة لأكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع، ولأكثر من ثلاث ساعات في اليوم، ولأكثر من ثلاثة أسابيع في شهر واحد.

لذلك قبل أن نقول إن المغص والبكاء حالة طبيعية وليست مرضية، فعلينا التنبه لعدم وجود الأمور التالية:
1- الجوع وطريقة إرضاع الطفل.
2- الإمساك، متى آخر مرة تبرز فيها.
3- المضايقة من الحفاظ المتسخ: هل تم تغيير الحفاظ، أم أنها متسخة أو رطبة لها مدة طويلة؟
4- الجو المحيط بالطفل: فالإضاءة القوية والأصوات العالية تجهد الطفل.
5- الحمى والمرض: هل لدى الطفل ارتفاع في درجة الحرارة؟ وهل لديه رشح أو كحة،، أو التهاب في الأذن؟ وهل لديه تقرحات في الفم؟ وهل لديه بثور على الجلد؟ وهل لدى الطفل تحسس جلدي ويقوم بالحكة؟ قد يكون لديه أكزيما أو لسعة بعوض، هل لديه إسهالٌ وقيء؟ فقد يكون لديه نزلة معوية أو تحسس من الحليب الصناعي، إذا لم توجد هذه المشاكل فعلى الوالدين الاطمئنان بأن الطفل سليم -بإذن الله-.

وآلام البطن والبكاء ناتجة عن انحسار الغازات داخل البطن، خصوصاً مع البكاء المستمر الذي يؤدي إلى بلع كميات إضافية من الهواء، فيدخل جزء من ذلك الهواء إلى المعدة والأمعاء فيزيد المغص والبكاء مرة أخرى، كذلك فإن عدم تكريع الطفل ( التجشؤ ) وذلك بأن تحمل الأم الطفل على كتفها وتقوم بالربت على الظهر، أو وضع صدر الطفل على يد الأم ووجهه للأسفل، وهذا الوضع يقلل من نوبات البكاء ويؤدي إلى التجشؤ في نفس الوقت، وهذه المحاولة قد تأخذ الكثير من الجهد والوقت، ويجب التكريع أكثر من مرة وبشكل مستمر خلال أو بعد الرضاعة.

كذلك يجب الحرص على عدم ترك الطفل يبكي لوقت طويل وهو جائع، مما يؤدي لبلع كمية كبيرة من الهواء، وكثيرا ما يبتلع الطفل الهواء أثناء الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، وعلى الأم إرضاع الطفل وهو شبه مائل وهي جالسة، مع تدليك بطن الطفل تدليكاً خفيفاً باستخدام الأصابع، مع إعطاء الطفل حماماً دافئاً والغناء له والمناغاة.

عادة ما يكون الطفل سعيداً وهادئاً خلال النهار، ولكن الحال تتغير مع حلول المساء، فالبكاء مستمر ومتواصل على شكل صراخ قد يستمر أكثر من ساعة في كل مرة، مصحوباً بجذب الساقين إلى الأعلى في اتجاه الصدر، وتحتاج الأم في تلك الأوقات إلى المساعدة من الزوج على وجه الخصوص في حمل الطفل والخروج به إلى غرفة ثانية؛ ليعطيها قسطاً من الراحة أو للحصول على حمام دافىء والنوم قليلا، لاستعادة نشاطها وحيويتها، وألا نترك مسؤولية الطفل كثير البكاء للأم فقط، بل يجب أن يشارك كل أفراد الأسرة حتى تمر تلك الفترة بسلام -إن شاء الله-، وهناك ما يعرف بشاي ميلوبا وهو خليط من الأعشاب الطبيعية يؤخذ مثل الرضعة، وقد يضاف إليه ماء غريب للتقليل من حدة المغص والبكاء لدى الطفل.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً