الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض الرهاب عادت لي بعد استخدام حبوب (ميزيتانق) لسد الشهية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أحب أن أصف لكم مشكلتي بكل وضوح، أنا فتاة عمري 18 سنة -الحمد لله- محافظة على صلواتي وقيام الليل، وهذا من فضل ربي.

السنة الماضية أخذت حبوب سد شهية تسمى (ميزيتانق)، كل من جرب هذه الحبوب يقول أن لا أضرار لها، فقط أرق وجفاف الحلق في أول يوم، والحمد لله نزل وزني، وكنت أعاني من ارتباك شديد ورجفة وجفاف، ورهاب من الاجتماعات حتى أمام صديقاتي وتعليقاتهن على ملامحي ووجهي وقت ارتباكي، أنا خجولة أساسا بعض الشيء، لكن ما كان خجلي يمنعني من شيء ولا يضايقني، يعني ليس لدرجة الخوف والرجفة وعدم التحكم في ملامح وجهي، لكن بعدما أخذتها أصبح خجلي مقيتا، وأصبحت أشعر بهذه الأعراض.

وتركت الحبوب وانتهت السنة الدراسية، فكانت فترة نقاهة بالنسبة لي بعيدة عن المواقف المحرجة اليومية، والحمد لله هذه السنة أصبحت أمتلك الجرأة والحديث بطلاقة أمام الآخرين، والارتباك زال ورجعت طبيعية، قبل أسبوع تقريبا رجعت آخذ هذه الحبوب ولكن من أول يوم أخذتها أحسست بجميع أعراض الرهاب رجعت لي، الجفاف والارتباك والخمول لدرجة حتى الضحك لا أستطيعه حتى لو كان الموقف مضحكا، أحس بجمود في تفاعلاتي ولا أستطيع فتح مواضيع للحديث مع صديقاتي، أحاول إقناع نفسي أني طبيعية وأزيل الأفكار السلبية من رأسي، لكن بمجرد أن أسمع كلمة أو أحدا غريبا يتكلم تأتيني الأعراض.

بحثت عن أعراض الحبوب مرة أخرى ولم أجد مثل حالتي، كل من جربها يشتكي فقط أرقا أول يوم، أنا على استعداد كامل أني أترك الحبوب، لكن أخاف تركها وآثرها تبقى بالجسم ولا أستفيد من تركها، لأنه على حسب علمي آثارها لا تخرج بسرعة، وتحتاج إلى فترة طويلة، أريد أن أقضي على الرهاب قبل أن يزداد، والخوف الذي أصابني من بعد أخذها، مع العلم أن لي أسبوع فقط، وإلى الآن لا أعرف هل الرهاب الذي كان عندي السنة الماضية كان بسببها أو لا؟ لأني لو أدري أنه كان بسببها لما رجعت لأخذها.

هل هناك طريقة لإخراج آثار الأدوية والسموم من الجسم؟ وهل حبوب سد الشهية لها علاقة بارتفاع هرمون الأدرينالين؟ فالخوف أصبح يتملكني، ولا أريد أن أعود كما كنت العام الماضي في انطواء وانكماش وكآبة بعد أن أنعم الله علي بفضله وخلصني من هذا الخوف.

كلي أمل في الله ثم فيكم، جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمعظم الأدوية والمشتقات التي تستعمل لخفض الشهية للطعام، معظمها تسبب مشاكل لبعض الناس، والتفاعل يختلف من إنسان لإنسان، حيث إن البناء الكيميائي والبيولوجي بين البشر يختلف كثيرًا، الذي أراه - أيتها الفاضلة الكريمة - أن هذه الحبوب قد أثرت عليك تأثيرًا سلبيًا واضحًا، وفي حالتك كانت التجربة خير برهان.

السؤال الذي يطرح نفسه – كما أوضحت في رسالتك –: لماذا بعض الناس لم تؤثر عليهم؟
الإجابة واضحة جدًّا كما أسلفنا، وهي أن البناء النفسي والفسيولوجي والبيولوجي والهرموني يختلف من إنسان إلى آخر.

الشيء المطمئن تمامًا أن أثر هذه الحبوب لا يبقى له أثر من ثلاثة إلى أربعة أيام، من خلال عمليات الاستقلاب التي تحدث، من خلال أنزيمات الكبد يتم التخلص من هذه المشتقات، وقطعًا أحد الهرمونات التي تؤثر عليها هذه الحبوب هو هرمون الأدرينالين.

فالذي أرجوه منك - أيتها الفاضلة الكريمة - ألا تتناولي هذه المركبات أبدًا، ومن الواضح أنه لديك نوع من سرعة التأثر أو نوع من الحساسية البيولوجية، وهذا نوع من الاستعداد التكويني يختلف من إنسان إلى آخر، ولا أعتبر حالتك حالة مرضية، فاطمئني تمامًا.

ما دام قد توقفت عن هذه الحبوب فأثرها سوف ينتهي تمامًا، وابدئي في عيش حياتك بكل ارتياح وبكل ثقة في نفسك، ونظمي وقتك، واجتهدي في دراستك، وأرجو أن تلجئي إلى الأساليب الأخرى لخفض الوزن، وهي معروفة جدًّا: ممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة سوف تكون أمرًا جيدًا بالنسبة لك، حاولي أن تدرسي الأطعمة ومكوناتها وعدد السعرات الحرارية الموجودة في كل مكون غذائي، هذا يجعلك أكثر علمية ودقة، وسوف تطبقي برامج خفض الوزن بصورة جيدة جدًّا.

وأنا أرى أن تمارين الاسترخاء سوف تكون مفيدة بالنسبة لك، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتستفيدي منها، أنا متفائل جدًّا لأنك -الحمد لله تعالى- تحافظين على صلواتك وتقيمين الليل، فأسأل الله تعالى أن يزيدك في هذا، ولا شك أن هذا ركيزة أساسية في حياتك كشابة مسلمة متطلعة.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً