الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو أحسن علاج للتخلص من فقد الشهية والأرق؟

السؤال

السلام عليكم
الأستاذ الدكتور/ محمد عبد العليم، جزاك الله كل الخير، وجزى جميع القائمين على هذا الموقع كل الخير.

كنت أمر بحالة نفسية منذ فترة طويلة سيئة، وأحدثت لي فقدا في الشهية، بالإضافة إلى أرق في النوم، والعديد من المشاكل، فهل يصلح استخدام دواء موسيجور لفتح الشهية عند اللزوم، بالإضافة إلى أنه يساعد على النوم أم يجب استخدام حبوب موسيجور بانتظام؟

الحالة النفسية التي أمر بها جعلتني أطلب من الله عز وجل الموت، وأنا متزوج، لدي أطفال، وأشعر منذ فترة أني ظلمت زوجتي وأولادي معي بسبب الاكتئاب، وما أنا فيه من أعراض جسدية صعبة.

لذلك فكرت في الانفصال عن زوجتي حتى لا أظلمه وأظلم أولادي أكثر من ذلك.

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكيف تتمنى الموت والحياة طيبة وجميلة، وهي هبة الله تعالى لنا، وقد نهانا - صلى الله عليه وسلم – عن تمني الموت لضرٍ أصابنا، وإن كنا فاعلين فلنقل: (اللهم أحيينا ما علمت الحياة خيرًا لنا، وتوفنا ما علمت الوفاة خيرًا لنا) وقال: (اللهم أصلح ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر) وتقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال).

أخِي الكريم: الموت أصلاً آتٍ، والعبد يجب أن يعدّ نفسه لما بعد الموت، ومن أجمل وسائل تزكية النفس هي تذكر الموت، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (اذكروا هادم اللذات) لأنه يذكر بالآخرة ولما بعد الموت.

أخِي الكريم: لا تنظر إلى الأمر بهذه السوداوية، لا، الحياة طيبة وجميلة، وأنت لديك أشياء جميلة في حياتك، الذي تعاني منه من الواضح أنه اكتئاب نفسي، ما دمت تعاني من الأرق وتعاني من ضعف الشهية ونقصان الوزن، وهذا الفكر الذي عبرت عنه بالرغبة في الموت دليل على وجود الضجر والكرب والاكتئاب.

أنا أبشرك - أيها الفاضل الكريم – أن هذا يمكن أن يُعالج ويعالج بصورة فاعلة جدًّا، اذهب وقابل الطبيب النفسي.

بالنسبة لعقار (موسيجور) لا ننصح به في حالتك، لأنه لا يعالج الأسباب، إنما فقط يعالج بعض الأعراض، والذي يفيدك هو دواء مضاد للاكتئاب ومحسن للمزاج ومحسن للنوم ومحسن للشهية، مثل العقار الرائع والذي يعرف تجاريًا باسم (ريمارون) واسمه العلمي (ميرتازبين) متوفر، وهناك أيضًا عقار يعرف تجاريًا باسم (سوركويل) نعطيه بجرعة صغيرة.

مثلاً نبدأ بخمسة عشر مليجرامًا من الريمارون – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على ثلاثين مليجرامًا – يتم تناولها ساعة قبل النوم لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى حبة كاملة ليلاً ويستمر عليها صاحب الاكتئاب لمدة ستة أشهر (مثلاً) ثم تخفض إلى خمسة عشر مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة عشر مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للسوركويل فيتم تناوله من خمسة وعشرين إلى خمسين مليجرامًا ليلاً كدواء داعم، فيا أخِي الكريم: أنا أعطيتك مجرد أمثلة للأدوية التي تفيدك، وهناك أدوية كثيرة، والحياة طيبة وجميلة، لديك ما تعيش من أجله، وهو نفسك ودينك وزوجك وأولادك.

أيها الفاضل الكريم: الاكتئاب يمكن أن يُهزم، ويُهزم بصورة فاعلة جدًّا، قدِّم نفسك للطبيب أو في أقل الأحوال تحصل على الأدوية التي ذكرتها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً