الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أعرف مصدر الأفكار والقوة العجيبة التي تتحكم في حركتي.

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي التي أعاني منها، وجود أشياء غريبة تتحرك في رأسي، هي ليست أفكارا ولا أعرف ما هي، تسبب لي توترا كبيرا وألما كبيرا في أعصاب رأسي، وتمنعني من التفكير، كما أني أعاني من خوف وذعر من مواجهة الرجال والتحدث إليهم، فإما أن يصيبني الخرس عند مقابلتي لهم، أو أن أجلس في الغرفة قابعة فيها لا أخرج حتى للسلام، أو أن أرد على أسئلة الرجال بعكس ما أقصد لأنني أرتبك كثيرا لدى طرح سؤال علي من أي رجل.

وأعاني خمولا ونعاسا شديدين، وآلاما في جميع عظام جسمي، وأعتقد أنها مكسورة كلها رغم أن الأطباء يؤكدون عدم وجود كسر، إلا أن هذا الاعتقاد يسيطر علي، وأعتقد أن هناك قوة عجيبة تجعلني أتحرك، هي ليست قوة إلهية بل قوة يمارسها إنسان يحركني بها شيء شبيه بالسحر، وأن هذا الإنسان يتحكم في أقوالي وأفعالي.

أما عن النساء فأنا أكره الاجتماع بهن، خاصة إذا كن متزوجات، أكره الاستماع لأحاديثهن المملة، تدريجيا أجتنبهن حتى أصابني الخوف والخرس أيضا حينما ألتقي بهن، لا رغبة لدي بالعمل أو تكوين صداقات.

أتناول عقار بروزاك وابليفاي وهما لا يجديان نفعا معي، وتناولت السيروكسات ولم تنفع الأدوية، وقد زادت كثيرا من وزني حتى أصبح شكلي مخيفا من السمنة، أسمع صوتا يقول لي أنه سيصبح لي شأن كبير في المستقبل، وهذا غير طبيعي إذ أنني لا أفعل شيئا وقابعة في المنزل لا أقابل أحدا، أعتقد أن عقلي كبير وأن الناس تافهون، رغم أني أستطيع فهم الاقتصاد والسياسة وتعاملات البنوك والقانون، وأتمنى لو أعرف ما الخلل الذي في عقلي الذي يسبب هذا، وما الفحوصات التي علي القيام بها، وما الدواء المجدي في حالتي، وكيفية تناوله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، الأعراض التي تحدثت عنها، خاصة العرض الذي نعتبره رئيسيا هو شعورك كأنه توجد قوة تتحكم فيك، في أقوالك وفي أفعالك وشعورك أيضاً، بأن هنالك ما يمنعك من التفكير، وكامرأة خاوية تماماً، هذه -أيتها الفاضلة الكريمة- أعراض رئيسية لحالة نفسية، وقد تم إعطاؤك العلاج صحيح لها وهو الابليفاي، أراه دواء فاعلا وممتازا ومفيدا جداً، ربما تكون جرعة الدواء تحتاج لأن ترفع قليلاً، لكن هذا يجب أن يتم عن طريق الطبيب.

والشيء الآخر وهو المهم والضروري: هو أن تسعي دائماً لتجاهل هذه الأفكار واستبدالها بأفكار مخالفة، وعليك أيضاً أن تشغلي نفسك بما يجدي ويفيد، وأعتقد أن مواصلتك مع الطبيب النفسي مهمة جداً، أنت أيضاً تحتاجين لشيء من الجلسات الكلامية التدعيمية، وهذا قطعاً متوفر عند الأطباء النفسيين.

بالنسبة للدواء الآخر وهو البروزاك والزيروكسات، هذه أدوية تحسن من المزاج وتزيل المخاوف والقلق والتوتر، الزيروكسات بالفعل قد يزيد الوزن بصورة واضحة، أما البروزاك فلا يزيد الوزن كثيراً وكذلك ابليفاي، إذاً استبدال الزيروكسات أمر مطلوب، -وإن شاء الله تعالى- سوف يقوم الطبيب بذلك.

أنا أرى أيضاً أن تجري بعض الفحوصات، يجب أن تتأكدي من مستوى فيتامين (د)، هذه الآلام الجسدية ذات الطابع الغريب ربما يكون سببها نقص فيتامين (د)، خلاصة الأمر هو أن تواصلي العلاج، والعلاج الدوائي يعتبر علاجاً ضرورياً وأساسياً وجوهرياً في حالتك، وبالرغم من قناعاتي بالابليفاي إلا أنه إذا لم يجد معك بعد أن تزاد الجرعة، فهنا يمكن أن يفكر الطبيب أن ينقلك إلى دواء آخر مثل الإنفيجا، أو أحد الأدوية القديمة مثل الاستلازيم، الخيارات كثيرة ومتوفرة، ومواصلة الدعم الطب النفسي هو المطلوب في حالتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً