الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوفي من الموت كدر حياتي، وأزعج أفراد الأسرة حتى أبنائي.

السؤال

السلام عليكم

عمري 31 سنة، وعندي 4 أطفال، منذ حوالي 10 أشهر حصلت عندنا حالة وفاة، وبعدها صارت عندي ردة فعل أني دائما في حالة خوف شديدة من الموت، ويأتيني شعور بأنني سأموت حالا، وتصيبني حرارة ووهج في جسمي مصاحب للشعور، عملت كل الفحوصات الطبية، -والحمد لله- كلها سليمة باستثناء زيادة نشاط للغدة الدرقية، ونزل وزني حوالي 20 كغم.

المشكلة في الشعور وشدة الأعصاب التي تنغص علي حياتي، ومعظم هذا الشعور يأتيني عندما نكون في مجلس أو زيارة، وأنا أحاول أن أتغاضى عن هذا الوسواس، ولكنه بعض الأحيان يختفي وبعض الأحيان يظل يلازمني، لا أعلم هل هذا الشعور من وسوسة الشيطان؟ أم أنه دليل على اقتراب الأجل؟

بت أخاف من كل شيء، ولا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي، وصف لي طبيبي ايلاترولت فأخذته منذ -حوالي- شهرين، ساعدني كثيرا بالتخلص من الأعراض الجسدية التي كانت تصيبني مثل ألم الصدر والشعور بالخمول، ما الحل؟ فالشعور بات مزعجا لكل أفراد العائلة، حتى أبنائي الصغار لاحظوا الأمر، فأنا كلما سمعت عن حالة وفاة أشعر أني سوف أموت، وأنا -الحمد لله- ملتزمة بصلاتي وعبادتي والدعاء، ولكني كنت بالسابق أترك الصلاة، وعندما التزمت بدأت هذه المشكلة، والحمد لله رب العالمين على كل شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى الرحمة لموتاكم وموتنا وموتى جميع المسلمين.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: الإنسان هو شعور ووجدان، وسرعة التأثر هذه يتميز بها بعض الناس، وهي -إن شاء الله تعالى- رحمة في القلوب، لكن لا بد أن نذكر أنفسنا دائماً بأن الصبر أمر عظيم، وهو أن نلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والذكر، وهذا أيضاً يمثل سنداً عظيماً للإنسان حين يواجه هذه الأزمات النفسية.

أنت -إن شاء الله- بخير وسوف تظلين على خير، وعلاجك ليس بالصعب، البداية الجوهرية يجب أن تكون من خلال علاج موضوع زيادة إفراز الغدة الدرقية، وزيادتها تعطي تغيرات نفسية كبيرة جداً وأساسية، يكون هنالك قلق وخوف، ووسوسة وشعور اكتئابي، زيادة في الطاقات النفسية وكذلك الجسدية، كما تلاحظين أن وزنك قد نقص، هذا يحدث عند زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية بالرغم من أن الإنسان يتناول طعامه بصورة سليمة، وبشهية معقولة أو حتى مفتوحة، أنت تحتاجين إذاً لتثبيط الغدة الدرقية وهذا يحتاج لأن يكون بيد المختص، وحين أقول تثبيط الغدة الدرقية لا أعني تعطيلها أو عجز إفرازها، إنما يجب أن تكون في الحيز الصحيح، وهذا معروف لدى أطباء الغدد.

يأتي بعد ذلك العلاج النفسي، قطعاً أنت محتاجة لعقار مثل إندرال والذي يسمى بروبرانلول، وهو معروف لدى بعض أطباء الغدد وكذلك الأطباء النفسيين، ومحتاجة أيضاً لعقار مثل سبرالكس وهو أحد محسنات المزاج المفيدة جداً، ومن مزيلات المخاوف، وأنا أعتقد أنك سوف تحتاجين لهذا الدواء لمدة ستة أشهر، إذاً الأمر بسيط، الأمر -إن شاء الله تعالى- في حيز التحكم، فأرجو -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تذهبي وتقابلي الطبيب، وإن لم تستطيعي مقابلة الطبيب النفسي، أنا متأكد أن طبيب الغدد سوف يقوم بالواجب كاملاً، أطباء الغدد يتفهمون الجوانب النفسية المصاحبة لارتفاع هرمون الغدة الدرقية.

بجانب ذلك -أيتها الفاضلة الكريمة- حاولي أن ترتبي وقت النوم، النوم المبكر ليلا مهم جداً، والاستيقاظ مبكراً لصلاة الفجر، بعد ذلك قومي ببعض المهام المنزلية في فترة الصباح، هذه الأمة بورك لها في بكورها، وأعرف أن أصحاب زيادة إفراز الغدة الدرقية يحبون العمل في الصباح كثيراً، حاولي أن تستفيدي من هذه أعلى فترة، وتجنبي النوم النهاري، وارجعي للتواصل الاجتماعي، إلى العبادة، إلى الذكر، إلى تطوير المهارات، وأن ترفهي عن نفسك بما هو طيب ومباح، وأنت -الحمد لله تعالى- لديك الكثير من الإيجابيات، لديك الزوج، رزقك الله تعالى بالذرية التي نسأل الله تعالى أن تكون صالحة، إذاً أمامك خير كثير -بإذن الله تعالى-.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً. أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً