الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لست اجتماعية وأسلوبي مرفوض من قبل الناس، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أنا امرأة متزوجة ولدي طفلان، وأعاني من عدم وجود علاقات اجتماعية لأسباب، منها انعزالي للدراسة وأنا عزباء، مع عدم توجيه أهلي لي، مع استغلالهم لطيبتي وإطاعتي لهم.

أحيانا أفقد ثقتي بنفسي لتردد عبارات من الناس بأنني على حق لكن ليس لدي أسلوب، فهل النفاق أصبح هو الأسلوب المطلوب لكي يحبني الجميع؟ أنا الآن مشكلتي ليست مع الناس لأنني تعبت منهم، أنا خائفة من الله لأنني أغضب بسبب قسوة أمي، فهي الآن السبب الرئيسي لفشلي وانغلاقي، فأنا مصدومة أن أمي سبب في تعاستي، مع العلم بأنني مؤدبة جدا معها وأطيعها، وأصبحت أكرهها لأن كل محاولاتي معها تجعلها تتجبر وكأنني عدوتها، وأنا لا أعلم هل أنا فاشلة؟ أريد أن تكون علاقاتي الاجتماعية جيدة، لكن دون أن أغضب الله فكيف ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونؤكد لك أن من تزوجت وأنجبت أطفالا وتكتب هذه الأسطر ليست منغلقة على نفسها، فأزيحي عنك هذه الحواجز الوهمية وانطلقي في طاعة رب البرية، وأقبلي على أخواتك والزميلات نسأل الله أن يحببك إلى الناس ويحبب إليك الصالحات منهن، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

وأرجو أن تقتربي من الوالدة وتتفهمي دوافع غضبها وتوترها، وحاولي أن تعيشي في حياتها، واعلمي أن الإنسان عندما يتعامل مع الوالد أو الوالدة ينبغي أن يراعي مسائل كثيرة، منها السن ومنها ضرورة أن يفوت بعض الأمور، وأن تكوني مستمعة جيدة، واعلمي أن بر الوالدة مما أمر به رب البرية -سبحانه وتعالى-، وكذلك الصبر على الوالدة مما يؤجر عليه الإنسان، ونتمنى كذلك أيضاً أن تدركي أن الله -تبارك وتعالى- يعلم ما في النفوس فأقبلي على الله بإخلاص ولا تبالي وتعوذي بالله من شيطاناً همه أن يُحزن أهل الإيمان، يريد أن يشوش عليك يريد أن يأتيك بكلمات مثل النفاق وغيرها، أنت عليك أن تصدقي مع الله، واعلمي أن الله غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى.

وحاولي أيضاً أن تبقي بينك وبين الناس شعرة العلاقة، فإن المؤمنة التي تخالطت الناس وتصبر على آذاهم خيراً من التي لا تخالط ولا تصبر، وأن الإنسان في وجوده مع الناس يحتاج إلى المداراة بأن يعامل كل إنسان بما يقتضيه حاله، فتتعاملين بحذر مع سريعة الغضب، وتتعاملين بتوسع بمن هي عندها انشراح في الصدر وانسجام معها، وتتعاونين معها على الطاعة، ولا تسألين البخيلة عن مالها، ولا تحاولين نبش أسرار الآخرين، أي أن هناك معاني يستطيع الإنسان أن يعرف بها صفات كل إنسان فيتعامل انطلاقاً من مؤهلات هذا الشخص، من صفات هذا الشخص الذي يقف أمامك، واجعلي كتاب الله جليسا؛ فليس كل العلاقات مع الناس مطلوبة، ولكن علاقات في الخير، علاقات في الحدود المعقولة هي المطلوبة، ولكن أنعم بكتاب الله من جليس لا يمل وصاحب لا يغش، أقبلي على الله فإن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها، وإذا قصد الإنسان طاعة الله، فإن الله يحبه وإذا أحبه أمر جبريل أن ينادي في السماء فيحبه أهل السماء، ثم يلقى له القبول في الأرض فيحبه أهل الأرض: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ومرحبا بك في موقعك في كل حين وأوان، ونسأل الله الهداية للجميع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • قطر نور

    أنصح الأخت أن تقرأ كتاب :وداعا للخجل و ستتغير بإذن الله ،الكتاب أشبه بجلسات عند طبيب نفسي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً