الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما ذاكرت أبدأ بتساؤلات غريبة تصرفني عن المذاكرة!

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب في كلية الطب في السنة الخامسة، كنت من المتفوقين، وبدأت أشعر منذ عامين بتساؤلات غريبة وساذجة في أثناء مذاكرتي مثل: ما هو الدم؟ وكيف لخلايا صغيرة لا ترى بالعين أن تقوم بكل هذه الوظائف في الجسم؟ وغيرها.

ذهبت إلى طبيب وشخص حالتي على أنها اكتئاب أدى إلى ضعف تركيزي في المذاكرة، وكتب لي سبرالكس قرصا يوميا، ثم بعد شهر أصبح قرصين يوميا، وبدأت أعاني من النوم كثيرا ربما 18 ساعة.

ثم ذهبت إلى طبيب آخر وشخص الحالة بوسواس فكري قهري، وأعطاني بروزاك وانافرنيل، واستمررت عليهم لمدة 5 شهور، لكن أثر الانافرنيل على حياتي بكثرة، فأثر على مسألة النوم، وسبب الإمساك، وجفاف الفم، واضطررت للذهاب إلى طبيب آخر فكتب لي الفافرين 200 مج يوميا، ثم 300، ولكن دائما كنت أعاني من غثيان، ولم تذهب الأفكار من رأسي، فرجعت إلى الأنفرانيل 100 مج، وبروزاك 40 مج لمدة 3 أشهر.

والآن أتناول 50 مج أنفرانيل و 40 بروزاك، لكني لا أشعر بتحسن ملحوظ، وأشعر دائما بالخمول، ويصل نومي إلى 18 ساعة متواصلة، فماذا أفعل؟

علما بأني أجلت دخول الامتحان العام الماضي بسبب عدم قدرتي على المذاكرة بسبب الأفكار التي توقفني، وأشعر اﻵن بالعجز وأخشى من التفكير كلما ذاكرت خوفا من الدخول في دوامة الأفكار الساذجة.

هل أنا مصاب بوسواس حقا؟ وماذا أفعل لتفادي الأفكار البدائية التي تصيبني في مذاكرتي؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا، أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأسئلة التي كانت ترد على خاطرك مثل: ما هو الدم؟ هي أسئلة ذات طابع وسواسي ولا شك في ذلك، فإذًا العلة الأساسية لديك هي الوسواس القهري الفكري كما - قال لك الطبيب الثاني الذي ذهبت إليه – ويعرف أن الوسواس دائمًا مرتبط بالقلق، وهذا قد يتولد منه اكتئاب ثانوي بسيط، وهذه بالفعل تؤدي إلى تشويش كبير في التفكير، وربما اضطراب في التركيز.

أيها الفاضل الكريم: أنت محتاج لأن تواصل على العلاج الدوائي، وأعتقد أن الأنفرانيل مع البروزاك من الأدوية المفيدة جدًّا، لكن أفضل أن تنقص جرعة الأنفرانيل وتجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا فقط، هذا أفضل وأسلم، وسوف يقلل - إن شاء الله تعالى – موضوع الكسل الذي تعاني منه.

الأمر الثاني: أفضل أن تفحص مستوى هرمون الغدة الدرقية لديك، فانخفاض هذا الهرمون كثيرًا ما يؤدي إلى الشعور بالتكاسل وضعف المقدرات والطاقات النفسية والجسدية.

النقطة الثالثة هي: ضرورة أن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة سوف يفيدك كثيرًا، وإن شاء الله تعالى يجدد طاقاتك.

رابعًا: حاول أن تشرب كوبًا من القهوة في الصباح وعند المغرب، هذا - إن شاء الله تعالى – يعطيك طاقات كبيرة جدًّا.

خامسًا: نم مبكرًا، وتنجب النوم النهاري.

سادسًا: أفضل وقت تستفيد منه للمذاكرة هو بعد صلاة الفجر، يمكنك أن تدرس لمدة ساعتين كاملتين قبل أن تذهب إلى الكلية، فدراسة ساعتين في الصباح تعادل أربع إلى ست ساعات فيما عداه من الأوقات.

بهذه الطريقة أعتقد أنك سوف تدير وقتك بصورة أفضل، وفي ذات الوقت تحسّن التركيز لديك، وأنا على ثقة تامة أنك إذا طبقت ما ذكرته لك سوف تجد أن أحوالك قد تبدلت تمامًا.

أما بالنسبة لتفادي الأفكار البدائية فهذا يتم تحقيرها، وعدم مناقشتها.

من أهم الأشياء: ألا تدخل في نوع من الاسترسال أو النقاش الوسواسي، أغلق على هذه الفكرة تمامًا، وحين يأتيك التساؤل: ما هو الدم؟ الدم هو الدم وليس أكثر من ذلك، وقل لنفسك: "لن أناقش هذه الفكرة، هذه فكرة وسواسية قبيحة" وهكذا، هذه من الطرق الجيدة والمفيدة.

أسأل الله الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق حسام محمد

    والله اهنئكم على هذا العطاء اعتبركم مدرسة متكاملة يجد فيها السائل مايشاء من الاجوبة وفقكم الله ايها الموقع الكربم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً