الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرشدوني للتخلص من الخجل الاجتماعي الذي قيد حياتي.

السؤال

السلام عليكم

لو سمحتم: عندي مشكلة وأريدكم أن تساعدوني فيها، أنا بنت متخرجة، مشكلتي هي الخجل والخوف من الاجتماعات سببت لي مشاكل كثيرة، أولها أني صرت أدقق بكل كلمه أقولها، ولو تكلمت مع أحد أحس أني خائفة (لا أدري ممّ بالضبط)، وأتعرق، صرت لا أجتمع مع البنات وأحس أنهن تغيرن علي ولم يعدن يكلمنني مثل السابق.

هذه المشاكل زادت بعدما تخرجت وجلست بالبيت، بعد سنة تقريبا من تخرجي دخلت معهدا قلت في نفسي يجب أن أخرج وأحتك بالبنات، لكن للأسف تعبت وأخذت إجازة مرضية تقريبا لشهر، لما رجعت للمعهد بعد الإجازة راحت علي دروس كثيرة، وأجلت الدورة للسنة الثانية، -والحمد لله- أخذتها لكن لم أكملها للنهاية، لأني أحس أن الأستاذة تفرق بين البنات وأنا أكره هذه الحركة، أنا أريد أن أتغير وأبعد عني الخجل والخوف.

أرجو أن تساعدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

درجة الخوف والخجل الاجتماعي الذي لديك أعتقد أنها بسيطة ويمكن علاجها -إن شاء الله تعالى– بسهولة.

أولاً: ابدئي بما نسميه بالتعريض أو التعرض، وهو أن تتعرضي للمواقف التي تحسين فيها بالخوف، وحين تشعرين بهذا الخوف يجب أن تعتبريه شيئًا إيجابيًا، ولا تهربي من الموقف، ويجب أن تستمري في المواجهة، وسوف تلاحظين بعد فترة أن الخوف بدأ يقل حتى ينتهي تمامًا -إن شاء الله تعالى-.

هنالك نوع من التعريض أو التعرض نسميه بالتعرض في الخيال، يعني أن تتخيلي وتتصوري أنك في مواجهة كبيرة في أحد الاجتماعات أو في لقاء أسري كبير، طُلب منك أن تقدمي عرضًا، أو تقابلي الضيوف وشيء من هذا القبيل. هذه الممارسات السلوكية في الخيال مفيدة ومفيدة جدًّا إذا أحسن الإنسان تطبيقها، وأنا أنصحك بها كثيرًا.

النقطة المهمة الأخرى هي: أن تبدئي أنشطة اجتماعية في نطاق الأسرة، هذا مهم جدًّا، أسرتك الصغيرة ثم أسرتك الكبيرة، في داخل المنزل كوني نشطة، كوني فعّالة، كوني لبقة، كوني متحدثة، أكثري من اطلاعك، هذا يعطيك ثقة كبيرة جدًّا في نفسك، وأعتقد أن هذا ليس بالصعب أبدًا، وفى نطاق الأسرة الكبيرة التواصل مع الأرحام من المحارم، المشاركة في المناسبات الأسرية، هذا كله يعطيك دفعًا نفسيًا إيجابيًا.

وأريدك الآن أيضًا أن تستفيدي كثيرًا من موضوع الدراسة، اجلسي دائمًا في الصف الأول، فكرتك السلبية حول الأستاذة أعتقد أنه لا داعي لها أصلاً، العلاقة التي تربطك بها هي علاقة الاستفادة مما تقدمه لك، والميل الذي قد يبديه البعض نحو أشخاص معينين دون آخرين، هذا ربما يكون من طبيعة البشر، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-.

أنا أعتقد أن أمامك فرصة عظيمة جدًّا للتخلص من هذا الخوف والخجل الاجتماعي، من خلال الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، وهي كثيرة جدًّا في المملكة العربية السعودية، سجلي في أحدها، وحاولي أن ترتاديها بانتظام، فيها خير كثير، حيث إن المواجهة السليمة والصحيحة فيها موجودة، ثانيًا: المحيط العام محيط ممتاز، لأن اللواتي يحضرن لهذه المراكز أصلاً نحسب أنهنَّ صالحات، وهنا يتم نوع من التمازج وتبادل المعارف الإيجابي جدًّا، فاحرصي على الذهاب إلى هذه المراكز.

الشيء الآخر هو: أن تتدربي أيضًا على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي لهذه الاستشارة وتطلعي عليها، وتطبقي ما بها من إرشاد، وسوف تجدي فيها - إن شاء الله تعالى – فائدة كبيرة جدًّا.

وللفائدة كذلك راجعي العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).

لا أرى أنك محتاجة لعلاج دوائي، وباركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً