الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتئاب الولادة جعل حياتي سوداء، أرشدوني للحل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أصبت بالاكتئاب بعد الولادة، وأصبحت أرى كوابيس ولا أستطيع النوم، وتنميل في الجسد، وأشعر بالحزن والخوف، ذهبت إلى الطبيب وأعطاني أقراصا منومة خفيفة جدا وفيتامين، والآن تبين أن لدي فقر دم.

و-الحمدلله- تحسنت من حيث ذهاب الكوابيس، علما أن الآن قد مرت سنة وشهران، وأشعر أن الخوف والقلق النفسي لا زل مستمرا، تغيرت كثيراً أصبح الآخرون ينظرون أنني تغيرت إلى الأفضل، ولكن داخلياً أشعر بقلق وأعاني من مشكلة التفكير الدائم، التفكير جداً يرهقني، أفكر من جميع نواحي حياتي، أخشى الفشل، أحيانا أكون متفائلة، وأحياناً متشائمة، أشعر بألم شديد في الرأس لدرجة أنني أفكر عند الاستيقاظ بثانية، لدرجة أظن أنني أفكر وأنا نائمة أيضا.

أتمنى أكمل دراستي الثانوية، ونفس الوقت أريد أن أتوظف وأحسن من المستوى المعيشي لعائلتي، خططت لمستقبلي، ولكن كثرة التفكير أشعر أنه يبعدني ويجعلني أصل إلى طريق مسدود، الكل يخطط وينفذ أو لا يفكر كثيرا، دائما أضع كل شيء جميل لمستقبلي الذي أريده رغم في بعض الأحيان يمكن أن أنفذه حالياً، أعلم أنني لا أضمن العيش لتلك الفترة، لكن هذا ما أعاني منه وبشدة.

جزاكم الله خيرا على جهودكم الجميلة، جعلها الله في ميزان حسناتك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي تعانين منها الآن هي أعراض قلق نفسي من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة، اكتئاب ما بعد الولادة -الحمد لله تعالى- قد انتهى، وبقي الآن هذا القلق، والذي يظهر لي أن شخصيتك في الأصل ربما تكون تحمل بعض سمات القلق.

من الناحية العلاجية: من الضروري جدًّا أن تقابلي الفكر السلبي بفكر إيجابي، هذا مبدأ سلوكي أساسي، وينطبق على حالتك بوضوح شديد.

أنت لديك خطط مستقبلية جيدة، تودين إكمال الدراسة، تريدين أن تدخلي في مجال العمل، أن تحسني من مستوى أسرتك، كلها أفكار طيبة وجيدة جدًّا، ويمكن أن تُنزليها إلى أرض الواقع، فحاولي وادفعي نفسك نحو التوجه الإيجابي في حياتك، وهذا قطعًا سوف يقلص السلبيات بالنسبة لك.

الحمد لله تعالى لديك أسرة، لديك أشياء طيبة جميلة في حياتك، يجب أن تكون دائمًا أمام ناظريك، وتستشعريها، استشعار الأشياء الإيجابية في الحياة هو الذي يغيِّر المشاعر، ويغيِّر الأفكار، ويجعلها أكثر إيجابية، وحين تتغير الأفكار والمشاعر تتغير الأفعال، ليُصبح الإنسان له دافعية أفضل.

أيتها الفاضلة الكريمة: ليس هنالك ما يمنع أيضًا من أن تتناولي دواء بسيطًا مضادًا للقلق، أنت لست في حاجة لأدوية مضادة للاكتئاب، أعتقد أن عقار (ديناكسيت) بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أسابيع سيكون كافيًا جدًّا، فاحصلي عليه وتناوليه، وإن لم تحصلي على الديناكسيت هنالك عقار مشابه له يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) ويسمى علميًا باسم (فلوبنتكسول) وجرعته هي أيضًا حبة واحدة لمدة أربعة إلى ستة أسابيع، وقوة الحبة نصف مليجرام.

كلا الدوائين سليم، ولا يسببا الإدمان، وليس لهما أي آثار جانبية مزعجة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

لا يوجد صوتيات مرتبطة

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات