الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة الوساوس وكيفية التغلب عليها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحبابي الغالين: لدي استفساران وأحتاج إلى مساعدتكم.

المشكلة الأولى: أعتقد أن عندي وسواس الذهاب إلى الخلاء قبل الصلاة، وعادة قبل صلاة المغرب، والمشكلة أني عندما يؤذن المؤذن أقوم بتجهيز نفسي لفريضة المغرب، ولكني مع الأسف أذهب إلى دورة المياه وأقعد حتى قبيل انتهاء الصلاة، أحيانا أجلس بفائدة وأحيانا لا، والمشكلة أن الشعور بالذهاب إلى الحمام -أجلكم الله- تنتهي أو تفرغ عند انتهاء صلاة المغرب.

والمشكلة التي حيرتني أني أذهب للخلاء وأقضي حاجتي وليس مضيعة للوقت, وجربت أن أتجاهل الذهاب إلى دورة المياه، وغالبا بعد الخروج من البيت يذهب الشعور بالحاجة للذهاب إلى دورة المياه، وأحيانا لا، فأضطر أن أذهب إلى حمامات المسجد وتفوتني الصلاة، فأحزن كثيرا جدا، وأتوب وأصلي مع الجماعة الثانية.

هذا الأمر حدث لي بعد أن ساعدني ربي على ترك العادة السرية والحمد لله والمنة، وكنت أمارسها لفترة طويلة جدا، وتعرفت عليها من باب الصدفة قبل أن أحتلم، وكنت أمارسها مرة في الأسبوع وغالبا مرة في الشهر، وكنت أحاول كثيرا أن أدعها إلى أن وفقني ربي لكثرة الدعاء في جنح الليل، فعافاني الله منها ولله الحمد والمنة.

سؤالي الثاني: هو عن البنات بشكل عام وبالتحديد من هن دون الثالثة عشرة فإني أصبحت أقلق عليهن كثيرا جدا، وأخاف عليهن حتى أني أستغرب كثيرا من الآباء الذين يتركون بناتهم يذهبن إلى المدرسة بالحافلة أو مع السائق، وأحيانا إذا رأيت بنتا في الشارع لوحدها سواء ذاهبة أو عائدة إلى المنزل أراقبها إلى أن تدخل منزلها وأطمئن عليها، حتى ولو أنها ليست من أقاربي.

أيضا أنا خائف جدا على ابنة أخي الأكبر، فهم في منطقة نائية وعندهم مدرسة للبنات في زاوية المنطقة، ويريدها أن تذهب وترجع لوحدها أو مع صديقاتها على أرجلها بحكم العمل، وأنا أخاف من هذا الموضوع، فالتحرشات موجودة هناك كما سمعت من أخي، وأصبح أخي يقول لي: أنت موسوس، وسوف تذهب بنفسك إلى المهالك.

ماذا أفعل؟ بنت أخي لم تكمل 6 سنوات، وتركها هكذا للذهاب من وإلى المدرسة يعرضها للخطر، وأيضا المدرسة تعتبر بعيدة نوعا ما، وتحتاج إلى 10 دقائق للوصول إليها من المنزل، هل ما أنا
عليه يعتبر وسواسا أيضا؟

أشكركم جدا جدا، وآسف أحبتي على الإطالة بارك الله فيكم، ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abu abdalah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لمشكلة الذهاب إلى الخلاء والبقاء في الحمام، حتى إلى درجة تفوت فيها الصلاة لبعض الوقت، هذا نوع من التطبع الوسواسي لكنه تحت الإرادة المطلقة، مثل هذه السلوكيات يستطيع الإنسان أن يغيرها، بأن يكون حازماً مع نفسه، وأن يستشعر أهمية الصلاة وأن إضاعة الصلاة فيها إثم كبير، هنا العملية عملية تفضيل ما بين فعلين.

أنصحك: بأن تذهب إلى الخلاء في وقت مبكر جداً، ولا تشرب الماء بعد صلاة العصر مثلاً حتى لا تضطر للذهاب إلى الخلاء، من أجل التحضير لصلاة المغرب هو أمر بسيط، وأعتقد أنك يمكن أن تتجاوزه بشيء من الحوار مع نفسك والصرامة مع ذاتك.

الأمر الثاني وهو قضية التحرشات وتخوفك على البنات في عمر 13 سنة: التحرشات بالفعل كثرت في المجتمعات، وأعتقد أن هنالك حادثة معينة قد تكون وقعت على عقلك الباطني وتمركزت هنالك، وأصبحت جزءا من انفعالاتك وتفاعلاتك الوسواسية.

أخي الكريم: خفف على ذاتك من هذا الشعور، اسأل الله تعالى أن يحفظ الجميع ذكورهم وإناثهم صغارهم وكبارهم، وعليك أن تحقر هذا الموضوع تماماً؛ لأن هذا النوع من الوسواس أخاف أيضاً أن يُدخلك في انجذابات معينة نحو البنات في هذا العمر، لا تؤاخذني أيها الفاضل الكريم حول الذي ذكرته لك، لكن الذي أقوله لك ناتج من تجربة، وأنا قطعاً أثق في أنك تدعو لمكارم الأخلاق، والذي قصدت هو حماية الصغار من الفتيات.

أيها الفاضل الكريم: حتى نقضي تماماً على توجهاتك الوسواسية هذه، أرى أنه من الأفضل لك أن تتناول عقار بروزاك Prozac والذي يعرف فلوكستين Fluoxetine، الجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم، عبوة الكبسولة 20 مليجرام، تناولها بعد الأكل لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: حاول أن تنخرط في أنشطة متعددة، عليك بحسن إدارة الوقت حتى يصرف انتباهك عن هذا النوع من أنماط الوسواس، وأنا لا بد أن أهنئك على مكابداتك وجهادك واجتهادك للتخلص من العادة السرية، هذا إنجاز عظيم تُشكر عليه، وأسأل الله تعالى لنا ولك الثبات.

وبارك الله فيك وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً