الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تعاني من اكتئاب ظرفي يعكر صفو حياتها.. كيف نساعدها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أقول لكم جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه في خدمة المسلمين، نسأل الله الإخلاص والقبول لنا ولكم.

ثانيا: وهو موضوع استشارتي؛ أمي تعاني من الاكتئاب، تقريبا شهريا تأتيها خمسة أيام تكون ملازمة لفراشها، كارهة للدنيا، تفكر كثيرا، ومن الأمور التي تفكر بها، وهي مختلفة كل شهر تقريبا:

1- تخشى من قدوم المدرسة، وما تحمل من مهمات عليها (حين كنت في المدرسة).

2- تخشى علي من تعب الوظيفة.

3- تخشى من احتكاكها بأهل زوجتي مستقبلا.

4- تخشى من أن تكون هناك مشاكل بين العائلة.

5- تتضايق من قدوم رمضان، خوفا من مشاكل ربما تحدث عند تغير مواعيد الطعام.

باختصار: تفكر كثيرا بأمور لا قيمة لها، وتجعل لكل شيء سببا لتتضايق من أجله، لا أدري كيف نعالج هذه المشكلة، وهل لها مسكنات؟ لأن غالبا من الصعب الذهاب للطبيب النفسي بحكم العرف السائد.

أمي -ولله الحمد- ليس لديها مرض السكري، أو ضغط الدم (ربما يرتفع) ولكنه ليس مزمنا، ولديها مرض الغدة، علما بأن هذا الاكتئاب معها منذ الصغر تقريبا، حتى قبل مرض الغدة.

أتمنى أن تساعدوها حتى تعيش طبيعية, ولا تتأثر حياتها بذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر والدتك التي نسأل الله تعالى لها العافية.

أيها الفاضل الكريم: النقط الخمسة التي أوردتها في رسالتك حول محتوى شكوى والدتك –حفظها الله– تدل وبما لا يدع مجالاً للشك أنها تعاني من اكتئاب نفسي، ولها توجسات سلبية جدًّا، ولذا تلجأ دائمًا للتجنب، كما أنها تعاني من الخوف من الفشل، وهذا آكد من الاكتئاب النفسي.

أيها الفاضل الكريم: هنالك جوانب علاجية كثيرة، أهمها أن تطمئنوا والدتكم، أن تشجعوها بأنكم في حاجة إليها، وأن دورها القيادي والريادي والتربوي في المنزل وسط الأسرة مطلوب ومطلوب جدًّا، هذا مهم جدًّا لتحسين الدافعية لديها، لأن الوالدة تفتقد الدافعية كما هو ملاحظ.

أعتقد أن والدتك لو قابلت طبيبًا نفسيًا فسيكون ذلك أفضل، لكن إذا حتمت ألا تذهب فأرجو أن تحضروا لها أحد مضادات الاكتئاب المحسنة للمزاج والسليمة في ذات الوقت، هذه الأدوية كثيرة وكثيرة جدًّا، وربما يكون عقار (برستيج) والذي يعرف باسم (دسفلافاكسين) هو الأنسب في حالتها.

الجرعة هي أن تبدأ بخمسين مليجراما، تتناولها يوميًا لمدة شهرين، ثم تجعلها مائة مليجراما يوميًا وتستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم يمكنها أن تتوقف عن تناول الدواء، وأعتقد أنها بعد أن تتحسن حالتها قليلاً وهي على الدواء سوف تقبل الذهاب إلى الطبيب النفسي، لأنها ستستشعر أن الطب النفسي فعلاً يمكن أن يقدم لها الكثير والمزيد، فيمكن أيضًا أن تلجأ لهذا الأسلوب العلاجي الجيد، أي أن تقنعوا الوالدة في مرحلة من المراحل العلاجية بأن تذهبوا بها إلى الطبيب النفسي.

أيها الفاضل الكريم: والدتك أيضًا إذا نظمت نومها بأن تتجنب النوم النهاري، وتركز على النوم الليلي، تمارس رياضة المشي، فيها خير كثير جدًّا، تقوّي نفسها ووجدانها، وفي ذات الوقت تمنعها من هشاشة العظام، وهي قطعًا في عمر تكون النساء فيها قابلة لهشاشة العظام.

أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تكون هناك رقابة صارمة فيما يخص موضوع الغدة الدرقية؛ لأن الغدة الدرقية تعتبر من مسببات الاكتئاب النفسي، الاضطراب البيولوجي في هرمون الغدة الدرقية -نقصًا أو زيادة- من مسببات عسر المزاج، والشعور بالضجر والاكتئاب، فكونوا حريصين على العلاج، والعلاج سهل وسهل جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً