الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وساوس شديدة حول سلوك أخواتي، فما علاج ذلك؟

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، مشكلتي هي: أنني أعاني من وسواس شديد، الوسواس ليس في الأمور الدينية، ولكن مع أهلي وأخواتي البنات (حصرا)، شدة خوفي عليهن، والشك في أمرهن أنهن يتكلمن مع الشباب، ثم يظهر أنني أنا المخطئ في أمرهن.

أريد حلا لهذا الموضوع بسرعة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك الغيرة على أهلك والحرص على مصلحتهم، ونؤكد أن الغيرة المحمودة هي ما كانت في ريبة، وأن المذمومة هي ما كانت في غير ريبة، فاتق الله في أهلك، ولا تضعهم في مواضع التهم؛ فإن الإنسان إذا وضع مواضع التهم دفعناه للهلاك، ولا يجوز للإنسان أن يتتبع عورات الناس، فإن من تتبع عورة إخوانه أو أخواته تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في قعر داره.

فاتق الله في نفسك، واعلم أن الأصل في أخواتك وفي بنات المسلمين وفي الناس هو الصفاء، هو النقاء، هو الطهر، وأن الخيانة بئست البضاعة، وهي لا يمكن أن تكون في أسرة – ولله الحمد – بهذا المستوى؛ فيها من يغار وفيها من يهتم وفيها من يسأل، كما أن الإنسان لا بد أن يُدرك أن الظن أكذب الحديث، وأن سوء الظن من المصائب الكبرى التي لا بد للإنسان أن يسأل الله أن يعافيه منها.

وأرجو ألا تشعر الأخوات أيضًا أنك لا تُصدقهن، وأن الاتهامات تطاردهنَّ، فإن هذا لن يكون في مصلحتك ولا في مصلحتهنَّ، فاتق الله في نفسك، وظن بأهلك وأخواتك خيرًا، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً