الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من عدم انتظام الدورة من قبل زواجي والآن لم أستطع الحمل

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ سنة وشهرين، ولم يحدث حمل حتى الآن، وقد حدث لي قبل الزواج أن دم الحيض كان ينزل معظم الشهر، وذلك حدث بعد وفاة أبي وانتقالي للتعلم في الجامعة، واستمر ذلك سنة أو أكثر، ثم ذهبت للطبيبة وأعطتني بعض الأدوية ولا أذكرها جميعها، ومنها ما هو خاص بوقف النزيف، وبعد ذلك أعطتني دواء cycloprogonova نصفه أبيض والثاني بني، واستمريت عليه 3 أشهر تقريبا، يبدأ من خامس يوم دورة، وأيضا التروكسين، ثم بعد الانتهاء من العلاج لم تأت الدورة لمدة 6 أشهر ثم نزلت، ولكن المدة الثانية نزلت بعدها بفترة قريبة لا أذكرها جيدا، يمكن أسبوعا، وزواجي كان قريبا، فذهبت للطبيبة وأعطتني علاجا يمنع نزولها، وبعد التوقف منه نزلت وذهبت لها، فأعطتني الحبوب السابق ذكرها نصفها أبيض والثاني بني والتروكسين، واستمريت عليها وأنا متزوجة حتى انتهت الحبوب، ثم جاءت الدورة بعد الانتهاء منها، وانقطعت بعدها 4 أشهر وذهبت للطبيبة، وأعطتني بعض العلاجات، ومعظم الأطباء قالوا: إن هناك كسلا بالمبايض، وآخر قال: تكيس، ثم قال عملية التبويض ليس جيدة، وحتى الآن لا تنزل الدورة إلا بالعلاج بحبوب منع الحمل، ولم يطلب أي طبيب منهم عمل أي تحاليل، والآن آخذ حبوب سيدولوت قرصا صباحا وآخر مساء لمدة 5 أيام، وبعدما تنتهي وتنزل الدورة، وسوف آخذ تاموكسيفين قرصين صباحا وآخرين مساء من ثاني يوم للدورة لمدة 5 أيام، وقال لي الطبيب أن آتيه عاشر يوم للدورة، فبم تنصحونني؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ s.a حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عدم انتظام الدورة الشهرية يشير إلى خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن حدوث الدورة الشهرية، ويحدث ذلك في حالات التكيس على المبايض، أو وجود أكياس وظيفية، وضعف التبويض وارتفاع هرمون الحليب، حيث يصبح هرمون أستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية؛ بسبب النقص الشديد في هرمون بروجيستيرون الذي يفرز من جراب البويضة، وطالما لا يوجد تبويض جيد فإن مستوى هرمون بروجيستيرون يقل، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا بسبب عدم انقباض الأوعية الدموية في بطانة الرحم -كما حدث معك في السابق- وتأتي خفيفة أحيانا إذا تكونت بطانة رحم ضعيفة، وهذا ما حدث في الفترة الأخيرة.

وعلى ذلك فإن العلاج يكمن في إعادة التوازن الهرموني، وكذلك في تنظيم الدورة، وحيث إن كسل الغدة الدرقية يشكل سببا من أسباب اضطراب الدورة الشهرية بالإضافة إلى الأسباب الأخرى السابقة، ومن هنا يجب فحص هرمونات الغدة الدرقية، وهرمونات الغدة النخامية المحفزة للتبويض، وهرمون الحليب وهرمون الذكورة، والتحاليل المطلوبة هي: FSH- LH- PROLACTIN- TSH- ESTROGEN-TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في يوم 21 من بداية الدورة، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

وعموما فإن إعادة تنظيم الدورة يتم من خلال تناول حبوب منع الحمل ياسمين لمدة 3 شهور، يوميا قرص واحد حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.

والغرض من هذا العلاج هو وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية -إن وجدت-، وتنظيم الدورة الشهرية وإعادة بناء بطانة الرحم وتنشيط المبايض، ومعروف أن التكيس يحدث بسبب الوزن الزائد، ولذلك يجب تناول قرص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، حيث أنه دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول كبسولات أوميجا 3 أيضا يوميا واحدة مع حبوب فوليك أسيد 1 مج، وفيتامين (د) حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل؛ لأن هذا الفيتامين ضروري لتقوية العظام والوقاية من مرض هشاشة العظام، مع الغذاء الجيد المتوازن.

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، وشرب شاي أعشاب البردقوش والمرامية، ومغلي مطحون الشعير ويعرف بالتلبينة النبوية، وحليب الصويا، كل ذلك يساعد -إن شاء الله- في تحسين التبويض وتنظيم الدورة الشهرية، وهناك إجراء جراحي يتم بمعرفة أطباء جراحة النساء والتوليد وهو تثقيب المبايض بالمنظار للسماح للبويضات بالخروج، ونتائج هذه العملية جيدة -إن شاء الله-.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً