الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعتقد أن هناك أشخاصاً يتحدثون عني، فهل أنا مصابٌ بالفصام؟

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على الموقع الرائع والمفيد.

أنا شاب عمري 17 سنة، أدرس في الصف الثاني الثانوي، أجلس في الصف وسط شباب يشتمون الناس، ويذكرونهم بسوء، وكلما يشتمون شخصًا أعتقد أنهم يشتمونني، ولذلك أراجعهم فيقولون لي: لا، لا نتحدث عنك، وأعتقد أن في الصف أشخاصًا يتحدثون عني، وعندما يتحدث شخص أعتقده يقصدني في حديثه، والناس الذين أثق بهم قليلون، هل أنا مصاب بالفصام؟

وعندما يحدث لي موقف أكون فيه خاطئًا أظل أفكر فيه طوال اليوم، وأقول في عقلي كان يجب عليّ أن أفعل كذا وكذا، وكان يجب أن أدافع عن نفسي.

أحيانا أتخيل نفسي في موقف، وأني أتحدث فيه، لكن دون أن أصدر صوتًا، يعني لا أكلم نفسي، وعندما أتوتر وأغضب ترجف قدمي ما سبب ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

يبدو أن مشكلتك ترجع إلى حساسيتك الزائدة، وتقييمك للأمور الحياتية بطريقة غير واقعية، فشكوكك ناتجة عن تصورك اللاواقعي للأحداث وعدم تقييمك الصحيح لها.

فمرض الفصام له أعراض أخرى تتعلق بالهلاوس السمعية والبصرية، أي سماع أصوات، أو رؤية أشياء غير موجودة أصلاً في الواقع، بالإضافة إلى وجود ضلالات تظهر في شكل اعتقادات خاطئة ثابتة لا يمكن إزالتها بالمنطق.

إن التفكير في الماضي، وما حدث فيه من أحداث سواء كانت إيجابية أو سلبية، فهي قد مضت وولت، والآن ينبغي التفكير في الحاضر والعيش والاستمتاع بما فيه، أما الماضي فنستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة، وكيفية تدارك الأخطاء السابقة.

أما موضوع حديث النفس إلى النفس فهو وسيلة بديلة للتواصل مع الذات يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما، وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم، أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل، فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف، أو الحل المناسب للمشكلة وفقاً لمعطيات الواقع، وقام بالتطبيق الفعلي لذلك نقول إنه استخدم عقله بطريقة صحيحة.

أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط لعدم تمكننا من إشباع دوافعنا، وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية.

فما تعاني منه أخي الكريم ربما يكون مرتبطًا إلى حد كبير أيضاً بموضوع الثقة بالنفس، والارتجاف قد يكون سببه التوتر الناتج عن ضعف الثقة وعدم الاعتزاز بالقدرات والإمكانيات الشخصية التي تتمتع بها؛ لذلك نقول لك أنت بخير، ولا داعي للقلق، فحاول تغيير النظرة السلبية عن نفسك، وإذا زادت ثقتك بنفسك ستزول -إن شاء الله- كل هذه الأعراض.

متعك الله بالصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً