الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الاكتئاب سبب في الارتجاع والخوف والقلق والوسوسة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أنا مريض منذ 10 سنوات، غصيت بحبة (فصفص) ونشبت بالحلق، وبعدها عملت توسعة للبلوع، لأن عندي تضيقا، وبعدها بدأت حياتي تتدهور، الذي يقول عين، والذي يقول سحر.

ذهبت إلى المشايخ، والبعض يحلف بالله أنه لا توجد عين ولا شيء، وبعضهم قال: عليك بالقرآن والصلاة، -والحمد لله- أنا مستمر، والآن إذا رأيت طفلا أو شخصاً معه شيء يضعه بفمه أو شرغ عندي أخاف.

صرت أخاف من القطة والفأر! ولم أكن أخاف منها سابقا، والآن أحس أن الأسنان تطيح، ذهبت لدكتور الأسنان، قال: ليس بك شيء، وعندي ارتجاع بالمريء منذ 10 سنوات، وظهر عندي جرثومة، وتناولت علاجها، وابتعدت عن الأشياء الممنوعة، ولم تنفع، وعندي ارتفاع بصفائح الدم، ووزني نزل، فهو الآن 42 وطولي 161.

هل الاكتئاب هو سبب الارتجاع والخوف والقلق والوسوسة، وغيرها؟ وهل علاج الاكتئاب جيد، وممكن أتركه بدون إدمان عليه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

التجربة التي مررت بها قبل عشر سنوات وانتهت بإجراء توسعة للبلعوم تركتْ لديك بعض الآثار النفسية، وهذه الآثار جعلتك تكون متخوفًا حول الأمراض، والخوف من المرض علة كبيرة ورئيسية، تجعل الإنسان يحس بعدم الارتياح وعدم الطمأنينة وربما درجة من الاكتئاب.

الذي أراه أنك تعاني من قلق اكتئابي بسيط، وفي ذات الوقت لديك وساوس حول صحتك الجسدية.

أخِي الكريم: أرجو أن تطمئن، وأنصحك بأن تراجع طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني مرة كل أربعة أشهر، وذلك من أجل إجراء الفحوصات الروتينية، التي قطعًا سوف تطمئنك - إن شاء الله تعالى – وتمنعك من التردد بين الأطباء.

في ذات الوقت أنت محتاج لأحد مضادات القلق الاكتئابي، هنالك أدوية ممتازة جدًّا لا تسبب الإدمان، وسوف تساعدك كثيرًا، وإذا استطعت أن تقابل الطبيب النفسي فهذا جيد، وإن لم تستطع حتى طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني أو طبيب الأمراض الباطنية يمكن أن يصف لك عقارا مثل ما يعرف تجاريًا باسم (زولفت) واسمه الآخر (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) فهو دواء متميز جدًّا لإزالة القلق والخوف والوسوسة، وكذلك الاكتئاب، كلها متداخلة مع بعضها البعض، وقطعًا الدواء أيضًا سوف يساعد على تحسين وزنك.

الدواء ليس له أثر سلبية على الصفائح الدموية، لكن هذا الأمر تابعه دائمًا مع طبيبك حين تجري الفحوصات الروتينية.

أيها الفاضل الكريم: من الأشياء التي ننصح بها دائمًا لأنها أثبتت جدواها هي ممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي، وأن تكون لك شبكة اجتماعية من الأصدقاء الجيدين والصالحين، وأن تطور نفسك على النطاق الوظيفي والمهني، هذه كلها علاجات هامة وضرورية، وكما ذكرت لك ننصح بها لأنها أثبتت أهميتها فيما يتعلق بالصحة النفسية للإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر الدكتورة وفاء

    نصيحتي لك يا اخي الامل والتفاؤل لانهما كفيلتين ان تعيش هذه الحياة بكل سعادة يا اخي لا تياس بل ثق بنفسك وافتخر بانك مسلم وادعوا ربك لانه هو من يسمعك ويراك وشكرااا

  • السعودية محمد

    انا أعاني من الوسواس تعبت مره من الايام كنت نايمه وقمت احس انه في شي يضغط علئ صدري كنت بموت وربي رحت المستشفئ كل شي سليم تخطيط القلب وال أشعه ومن يوم خلاص احس اني مو موجوده في الدنيا كل اشوي يطلع لي شي مره حلقي ينشف مره دوخه والي يقول لي عين تعبت حيل صرت اخافً من الموت صار همي اني انام

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً