الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شبح العنوسة يهددني ورفض والدي لزواجي، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 28 سنة، نعيش في غربة منذ ولادتنا، ولا نذهب إلى موطننا الأصلي، فقط والدي ووالدتي هم من يسافرون، ليس لدينا علاقات كثيرة.

منذ فترة تقدم لخطبتي ابن خالتي وهو في بلدي الأصلي، وهي المرة الأولى التي يطرق أحد بابنا لخطبتي، ولكن والدي رفض ولم يبرر سبب رفضه، بالرغم من أنه شاب ذو خلق ودين.

أنا أعمل وأكاد أكون العائل الوحيد لأسرتي، بالرغم من عمل والدي وأخي، ولكن معاشهم يذهب للقروض.

تعلقت بابن خالتي، ولا أستطيع العيش بدونه، ما العمل؟ والدي لا يريدني أن أتزوج، والعمر يمضي وجميع من هم في سني وأصغر أصبح لديهم أطفال، وهذا الشيء يؤلمني، وبت أحسد كل من تتزوج.

أستغفر الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يهدي الوالد والأسرة إلى الحق والصواب، ونتمنى أن تُعلني رغبتك للوالدة، واطلبي مساعدة العقلاء من إخوانك، وأكثري من التوجه إلى الله -تبارك وتعالى-، واعلمي أن ابن الخالة فعلاً في منزلة رفيعة، ونسأل الله أن يهدي قلب الوالد إلى الحق والصواب، فإنه يقع بذلك في خطأ كبير بكل أسف.

أرجو أن تطمئنيهم على أن الأموال لن تضيع، وأنك لن تتخلي عن أسرتك مهما تزوجتِ، بل اشترطي على من يتزوج بك ويتقدم لطلب يدك أن تكوني صاحبة دور أساسي في رعاية أسرتك.

نؤكد لك أن هذا البر وأن هذا العمل الخيّر الذي قمت به في مساعدة الوالدين ورعاية الأسرة، والإنفاق والتضحية من أجلهم لن يضيع هدرًا، ولكن نتمنى أيضًا أن تعلمي أن نعم الله مقسّمة، فأنت عندك -ولله الحمد- وظيفة وعافية وأموال، وهناك من فقدت الوظيفة، وهناك من هي مريضة، وهناك من تزوجت وهي غير سعيدة، فنعم الله مقسمة.

أنت صاحبة نعمة، والإنسان إذا عرف النعمة التي يتقلب فيها وأدَّى شكرها، فإنه ينال بشكره المزيد، لأن الله قال: {وإذ تأذن ربكم لإن شكرتم لأزيدنكم} فاشكري ما أولاك من نعم، واسأليه المزيد من فضله، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية والسداد، وشكرًا للتواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً