الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الرهاب الاجتماعي وأكون صداقات دائمة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب في الجامعة حاليا, لكني أعاني من مشاكل نفسية, حيث إنني لم أكن معتادا أن أكون اجتماعيا, وأكثر حياتي عشتها وحيدا, وأفضل الجلوس لوحدي, حتى كثير من الناس يقولون لي بسخرية هل أنت مصاب بمرض التوحد.

ليس لدي ثقة بالناس, وأشعر بأن الجميع ضدي, ولا يوجد شخص طيب ويتمنى الخير لي, وأيضا أشعر بالاكتئاب, وأحيانا أشعر بأني أود البكاء, لكن لا أعلم ما بي, كما أني لا أحب الجلوس مع الناس, وأحب الجلوس لوحدي, ولدي خوف من تكوين علاقات, حيث لدي شعور بأنها كلها ستفشل.

أيضا لدي رهاب اجتماعي, ولا أحب حضور أي مناسبات, حتى لو كانت عائلية, وأتهرب دائما من المناسبات, وأكره التجمعات والأماكن المزدحمة, أيضا لا أستطيع التحدث أمام أناس لا أعرفهم, حيث أشعر بزيادة دقات قلبي, وبتوتر وخوف أن أخطئ في كلامي، مثلا: عندما يطلب مني الأستاذ قراءة الدرس؛ تصيبني هذه الحالة, زيادة دقات القلب, وتوتر, وتعرق, ولا أرتاح حتى انتهي.

أيضا أنا دائما أفهم الناس خطأ, كل كلمة أحسب لها حسابا سلبيا, وكأني أنا المقصود بها, حتى لو لم يكن ذلك, مثلا: اثنين من أصدقائي تحدثا بعيدا عني, يأتيني شعور بأنهم يتحدثان بسوء عني, ودائما ما أقول بعض الكلام أو أتلفظ على أصدقائي, وبعدها أقول: لماذا قلت كذا, أو لماذا فعلت ذلك, ومع أنني كنت راضيا على قولهم قبل ذلك.

لم أستطيع التعبير أكثر من ذلك, لكن ما العلاج لحالتي؟ لأنني أشعر بأنها تزيد سوء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المؤكد أنك تعاني من خوف اجتماعي, وهذا تحدثت عنه بوضوح, والجانب الآخر هو هذه الدرجة العالية من الشكوك التي تأتيك، الشكوك إما أن تمثل مرضاً نفسياً منفصلاً يسمى بالمرض الباروني أو الزواري, أو الشكوكي, أو أنها جزء من المخاوف الاجتماعية.

الإنسان حين يعزل نفسه اجتماعيا تبدأ ثقته تهتز بالآخرين, وهذا قد يولد له الشكوك والظنان وسوء التأويل, فيما يخص من شأن الآخرين حياله، أعتقد أن هذه الحالة الأقرب بالنسبة لوصف حالتك, أي أنك تعاني من خوف اجتماعي مصحوب بشكوك, وليس بمرض ذهني، الاكتئاب في مثل حالتك يحدث, وهو مرض ثانوي, ولا نعتبره مرضاً أساسيا، والخوف من الفشل لا شك أنه ناتج من الانعزال, وكذلك الاكتئاب.

أيها الفاضل الكريم: هذه الحالة تعالج بصورة فعالة جداً، تعالج من خلال تطوير المهارات الاجتماعية, وتعالج من خلال تناول الدواء المضاد للخوف الاجتماعي، وتعالج أيضاً من خلال تطوير الذات.

أنت شاب, ومن الضروري جداً أن تجتهد في أمر دراستك وتواصلك الاجتماعي, وتكون شخصاً فاعلاً أو مؤثرا في أسرتك، تطوير الذات أمر ضروري, والحمد لله تعالى الآن الكثير من الشباب يهتمون به، فكن منهم أيها الفاضل الكريم.

علاج حالتك: من الأفضل أن تذهب وتقابل الطبيب, وإن شاء الله تعالى سوف يقوم الطبيب بعلاجك على نفس الأسس التي ذكرتها لك, ومن المهم ومن الضروري جداً أن تتناول الدواء بالصورة والتعليمات التي سوف يخطرك بها الطبيب، احرص على أن تكون من رواد المساجد، وهنا سوف تحس أنك أصبحت أكثر اطمئناناً للآخرين، خاصة أصدقائك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً