الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صاحبي عنيد ويريد تنفيذ طلباته..فكيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم

أريد استشارتكم في مشكلتي مع من أحب, ألا وهو صديقي, فهو صاحب مزاج عنيد, ولكنه عاطفي للغاية, لكنه لا يريد أن يظهر ذلك، فهو يغضب مني من أدنى شيء, لدرجة أنه يقول: لا تخرج مع غير المجموعة التي نحن فيها, ولو اجتمعنا ولم نخبره فإنه يغضب.

أنا أحبه, وقدمت له كل ما أقدر, لكن عجزت ولم أدر كيف أتعامل معه, وأريد طريقة للتعامل معه.

حالياً يعتقد بأني قد تركته, وأنا ابتعدت لأنه يردني عدما أتحدث معه, وأود النقاش معه, فعندما أريد النقاش معه يقول: لا أريد أن أتكلم.

أرجو منكم وصف طرقٍ للتعامل معه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال.

الصداقة أمر أساسي في حياة الإنسان، فالإنسان له جوانب جسدية ونفسية واجتماعية، والصداقة من الأمور الهامة في الحياة الاجتماعية وحتى النفسية، إلا أن الصداقة وكل شيء في الحياة، إذا زادت عن حدّها انقلبت إلى ضدها, ويمكن أن يفيد للصديق أن يتحدث معك وتتحدث معه، وأن يناقشك وتناقشه، وتسأله ويسألك، وقد يبالغ الطرف الآخر أحيانا برغبته بالتملك، بحيث يبدأ يضيّق على الصديق، ويطلب منه أن يستشيره في كل صغيرة وكبيرة، وليس كل الناس يرتاحون لهذا، وهنا لا بد لك من أن تضع حدودا تناسبك، ومن مسؤولياتك أن تخبر صديقك برغبتك، وبطبيعة العلاقة بينكما، وكما أن عليك أن تحترم حدوده ورغباته، فإن عليه أيضا أن يحترم حدودك ورغباتك، فالصداقة طريق بالاتجاهين، وليس في اتجاه واحد.

الصديق الحقيقي والصدوق، كما يقول المثل "إن صديقك هو إذا كنت معه، فكأنك وحدك" دون تكليف ودون مجاملات رسمية لا طائل منها، وتجارب الحياة بكل جزئياتها وتفاصيلها هي تجارب للتعلم واكتساب المهارات، فعلى صديقك أن يتعلم من تعامله معك كيف يحترم رأيك وحدودك ورغباتك، وعليك أنت أن تفعل نفس الأمر، إضافة إلى أن عليك أن تعرّف الناس بطريقة التعامل التي ترتاح إليها، سواء مع هذا الصديق أو غيره من الناس.

إذا أصرّ صديقك على طريقته هو ودون مراعاة لرغبتك وطريقتك، فربما يفيد من الآن أن تحدد هذه العلاقة أو "الصداقة" وإلا فالأمر قد لا يزداد إلا مزيدا من ضغوطه عليه بأن تستجيب لطلباته، وكما ذكرت في الأعلى أن الحياة في الاتجاهين، وهي أخذ وعطاء.

وفقك الله، وأدام صداقاتك، ولكن بالحسنى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً