الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش حياة من اللامبالاة والكسل، مع وساوس ومخاوف مرضية، أرجو مساعدتي

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أعيش حياة تسودها الوساوس والمخاوف المرضية، والشكوك وعدم الثقة في النفس، أشعر بالرعب والخوف من أي عمل أقدم عليه؛ بل إني بعد كل فعل أشك في أني لم أفعله أساسًا! حياتي الآن تسودها العصبية والقلق الشديد والانطواء، وأخاف من أن ذلك يكون له أثر في حياتي المستقبلية، كيف أتخلص من هذا وأعيش حياة طبيعية؟

أعاني من حالة لا مبالاة في كل شيء في حياتي، أتكاسل عن عمل أي شيء، لا أريد أن أتزوج وبدون سبب معين، حتى عندما أعجب بإحداهن وأريد الزواج منها لا أتحرك تجاه الموضوع وبدون سبب معين أيضا، وعندما يأتيني صديق بعروسة أكون سلبيا ولا أرغب في لقاء التعارف وبدون سبب معين أيضا.

دائما متضايق، ودائما مخنوق، ولا توجد أي رغبة لعمل أي تطور في حياتي سواء الشخصية أو العملية، والعمر يجري وكل من حولي يتطور ويتغير، وأنا لا أريد عمل أي شيء، بالرغم من توفر الإمكانيات -والحمد لله-.

لا أدري أين المشكلة؟ حتى في الوقت الذي فكرت فيه أن أذهب إلى دكتور نفسي لم أتحرك، وعندما تقدمت لخطبة إحدى الفتيات كنت أذهب للمقابلة بعد ضغط من أهلي، وفي النهاية أتردد كثيرا ولا أستطيع اتخاذ أي قرار في موضوع الزواج، أو أي موضوع آخر.

هل المشكلة عدم ثقة بالنفس، ضعف شخصية، رهاب اجتماعي، أو ماذا؟

آسف لقد أطلت عليكم، أرجوكم ساعدوني أحس بأني أعيش حياة بائسة.

الحمد لله أنا محافظ على الصلوات، وعلى أذكار الصباح والمساء، وأستغفر ربنا كثيرا، ولكني لا أستطيع تنظيم حياتي، والعمر يجري، أرجو مساعدتي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hassan حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا سعيد أن أسمع أنك محافظ على صلاتك وأذكار الصباح والمساء، أسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله ومن خيره، وأن يزيدك حرصًا وثباتًا على الدين، وأن يعافيك وأن يشفيك.

أيها الفاضل الكريم: حالتك بسيطة - إن شاء الله تعالى – وأقول لك: إن جوهر أعراضك هو الوساوس، والوساوس كثيرًا ما تؤدي إلى مخاوف واهتزاز الثقة بالنفس، وللتردد وللنظرة التشاؤمية نحو المستقبل، ويرى الإنسان في بعض الأحيان كأنه فقد السيطرة على الأمور، وهذا قطعًا يؤدي إلى إحباط شديد، أعتقد أن هذا هو الذي ينطبق عليك أيها الفاضل الكريم.

هذه الحالات تستجيب للعلاج الدوائي بصورة ممتازة وممتازة جدًّا، فيا أخِي أنا أنصحك بأن تذهب وتقابل أحد الأطباء، والحمد لله مصر بها الكثير والكثير من الأطباء المؤهلين جدًّا، وعلاجك سوف يكون بسيطًا، تناول أحد مضادات الوساوس والمخاوف والاكتئاب سيجعلك - إن شاء الله تعالى – في حالة نفسية طيبة.

عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت) واسمه الآخر (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)وهناك منتج مصري يسمى (مودابكس) هو العلاج المثالي بالنسبة لحالتك.

أخِي الكريم: راجع الطبيب، الطبيب قد يختار لك هذا الدواء أو أي دواء آخر يراه، ومن جانبك ابذل جهدًا لأن تجعل حياتك إيجابية، إيجابية من حيث أفكارك، من حيث مشاعرك، ومن حيث أعمالك وأفعالك، هذه الثلاثة يجب أن تسير مع بعضها البعض، الفكر السلبي كثيرًا ما يؤدي إلى مشاعر سلبية، وهذه تُسقط الأفعال وتقلل من الأداء والطموح، هنا يدفع الإنسان دفعًا نحو الإنجاز، بمعنى أن يتحرك من خلال أفعاله، لا من خلال مشاعره أو أفكاره، وحين تتحسن الأفعال تتحسن المشاعر وكذلك الأفكار لتصبح أكثر إيجابية.

تنظيم الوقت مهم جدًّا، أقْدِم على الزواج، فيه الرحمة والسكينة والاستقرار لك، طور نفسك مهنيًا وتواصل اجتماعيًا، هذا هو الذي أنصحك به.

وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً