السلام عليكم ورحمة الله

أنا فتاة بعمر 18 عاما، أعتقد -مثلما يقولون- إني باردة الأعصاب أو لا أهتم لأي شيء، ولا أعاني من أي أمراض عضوية -ولله الحمد-، ولا أشتكي من أي قلق أو وساوس أو توتر أو حتى خوف أبداً، لكن الشيء الغريب والذي جعلني أكتب موضوعي هنا، هو أني عندما أستيقظ من النوم في الصباح أشعر بقلق مجهول، وخوف غير معروف السبب، وأنا غالباً أستيقظ قبل الجميع، ولكن إذا حدثني أحد أو تكلم معي أشعر بضجر، وأغضب وأرد بطريقة غير لائقة أبدا، ويستمر ذلك كحد أقصى نصف ساعة أو ساعة أحياناً، الرجاء إخباري السبب في هذا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ R F T حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك هذه أعراض ظرفية، نعتبرها عابرة -إن شاء الله تعالى- وهي دليل على قلق بسيط، وأنك تكونين متوجسة في أوقات معينة، وهي أوقات الصباح، حيث أن القلق التوقعي الذي له طابع وسواسي أيضاً قد يصيب بعض الناس في هذه الفترة، خاصة صغار السن، وأنت تمرين بمرحلة عمرية فيها الكثير من التغيرات النفسية على وجه الخصوص، وموضوع الانتماء الهوية والتأكد من الذات هذه كلها تفرض نفسها على الشباب كأعراض لا مناص ولا مفر منها، لأننا نعيش في عالم فيه الكثير من الاهتزازات وعدم استقرار.

أنت -والحمد لله- ليس لديك أي أمراض نفسيه أساسية، هذه مجرد ظاهرة بسيطة أريدك أن تتجاهليها، وسوف تستفيدين كثيراً من ممارسة الرياضة، إذاً الجئي إلى أي رياضة تفيد الفتاة المسلمة، سوف تجعل برودة الأعصاب والضجر والتوتر الذي تعانين منه يزول تماماً، احرصي على أذكار النوم على وجه الخصوص، وكذلك أذكار الصباح هذه مهمة جداً، وفي حالتك أعتقد أنها أكثر أهمية، لأن الضجر يأتيك من أعراض الصباح، والصباح جميل جدا، وحاولي أن تنامي في وقت معقول ليس بالنوم المبكر وليس بالنوم المتأخر، ومارسي التمارين الرياضية في فترة الصباح على وجه الخصوص، وقطعاً حين تصلين الفجر في وقتها هذا يفتح عليك فتحاً عظيماً من الناحية النفسية، ومن الناحية المعنوية والوجدانية، فاحرصي على ذلك.

الخطوة الثانية تمارين الاسترخاء، إسلام ويب أعد استشارة تحت رقم (2136015) فيها توجيهات ضرورية مهمة، والذين طبقوها استفادوا منها كثيراً، وتنظيم الوقت يعتبر مهما وضروريا في حياتك فكوني حريصة عليه جداً. وأرجو أن تطلعي على كتاب الشيخ الدكتور عائض القرني (لا تحزن) فيه مقتطفات جميلة وأبوابه صغيرة جداً، وهي قطوف من المعرفة الجمالية التي متى ما اطلع عليها الإنسان يجد فيها ما يناسبه ويشرح صدره، والتوجيه السلوكي الذي انتهجه الشيخ عائض جعل هذا الكتاب يناسب أي إنسان، فكوني من القارئين له وتستفيدين منه -إن شاء الله تعالى-، وأنت لست في حاجة للعلاج الدوائي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.