الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع المواجهة حتى ولو كان الحق معي!!

السؤال

أنا سيدة, أبلغ من العمر 56 عاما, متزوجة وعندي من الأولاد سبعة, وأنا موظفة, أتعاطى علاجا لارتفاع ضغط الدم منذ 7 سنوات (mg duactin – 5) أشعر بالخجل والإحراج دائما عند مقابلة الناس, وبعدم القدرة على النقاش والدفاع عن النفس.

إذا كان الحق معي أتكلم في البداية, وإذا ما اشتد النقاش سرعان ما أشعر بالارتباك, ويحمر وجهي, وألتزم الصمت غالبا, وأتمنى أن ينتهي هذا النقاش, حتى وإن كان الحق معي, ولا أستطيع المواجهة, خصوصا إذا كانت الأصوات عالية, وإذا كان ثمة أشخاص كثيرون.

إذا اجتمعت مع الأسرة ودار أي نقاش أشعر بصعوبة نوعا ما في الخوض في النقاش, وإذا حاولت المشاركة لا أحد يسمع مني, أو يركز معي؛ لذلك أفضل الصمت, وعدم الكلام, علما بأن في داخلي كلاماً كثيراً, ولكني لا أستطيع أن أوصله أو أعبر عنه.

أتمنى أن تكون عندي الجرأة في مواجهة الناس, والقدرة على إدارة الحوار, وكيفية جذب انتباه الناس أثناء الحديث أو النقاش, والدفاع عن النفس, والقدرة على إقناع الآخرين, وكيفية التخلص من الاحمرار الذي يلاحظه الجميع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا والتواصل معنا.

إن ما وصفت في سؤالك حالة نفسية معروفة جدا نسميها عادة "الرهاب الاجتماعي" وهي حالة قد تبدأ فجأة، وأحيانا من دون مقدمات أو مؤشرات، حيث يشعر الشخص بالحرج والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية، وخاصة أمام الجمع من الناس, وفي بعض المناسبات كالحديث والردّ على ما يقوله الناس، وقد يشعر الشخص باحمرار الوجه, وتسرع ضربات القلب, وغيرها من الأعراض البدينة والنفسية، بينما نجد هذا الشخص نفسه يتكلم بشكل طبيعي ومريح عندما يكون في صحبة شخصين أو ثلاثة ممن يعرفهم بشكل جيد، أو يتحدث مع شخص واحد على انفراد, ولذلك نجد الشخص يفضل الصمت, وقلة الكلام, ولو كان على حساب حقه ومصلحته.

وفي معظم الحالات ينمو الشخص ويتجاوز هذه الحالة، وخاصة عندما يتفهم طبيعة هذه الحالة، بحيث لا يعود في حيرة من أمره عندما لا يدري ما يجري معه، فهذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنه حالة من الرهاب الاجتماعي، ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء.

وقد يفيدك التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك، كذلك أن تحاولي أن لا تتجنبي الأماكن الخاصة التي تشعرين فيها بهذا الارتباك, كالحديث والردّ على حديثهم، لأن هذا التجنب يزيد هذه الأعراض ولا ينقصها، والنصيحة الأفضل أن تقتحمي مثل هذه التجمعات ورويدا رويدا، وستلاحظين أنك بدأت بالتأقلم والتكيّف مع هذه الظروف الاجتماعية.

وإذا استمرت الحالة أكثر ولم تستطيعي السيطرة عليها؛ فيمكنك مراجعة الطبيب النفسي الذي يمكن بالإضافة للعلاج المعرفي السلوكي، والذي يقوم على ما سبق ذكره من التعرض للمواقف المربكة، يمكن أن يصف لك أحد الأدوية التي يمكن أن تخفف وتعين، وإن كان العلاج الأساسي يقوم على العلاج السلوكي المعرفي.

وإن كنت أشعر بأنك ستقومين بتجاوز هذا من نفسك، وخاصة إذا استطعت السيطرة على هذه المشكلة في بعض جوانب حياتك الأخرى، لكن وكما قلت: إن لم تتحسن الحالة فأرجو أن لا تتأخري في مراجعة الطبيب أو الأخصائي.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً