الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكرك على نصيحتك السابقة لكن أريد توضيح حالتي النفسية أكثر.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله بركاته

في بادئ الأمر أحب أن أشكر الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم على ما يقدمه من منافع للناس، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته.

أنا صاحب الاستشارة رقم (2214696) ونصحتني بأن آخذ اللسترال.

لكن اسمح لي أن أوضح لك بعض التفاصيل الأخرى عن حالتي: لماذا أحس في أوقات بأني سعيد جدا، ولا أفكر في شيء، وأنظر للحياة بنظرة إيجابية، وفي نفس الوقت ذاته مزاجي ينقلب وصدري ينقبض، وأحس بالحزن، فما توضيحكم لهذا أيضا؟

وكلما قرأت عن حالة نفسية في أي موقع أتوتر جدا وأقلق، وأربط هذه الحالة بي، ويأتيني تفكير بأني مصيب بهذا المرض مثل: اضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب النفسي المزمن، والفصام، ولماذا أحس أني فاقد للمشاعر وليس مثل السابق؟ فهل هذا من القلق؟

وشكرا لحضراتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الفاضل: جزاك الله خيراً على كلماتك الطيبة وثقتك في شخصي الضعيف، وفي البداية والنهاية أقول لك: جزاك الله خيراً، ومن قال لأخيه جزاك الله خيراً فقد أجزل في الثناء.

توضيحك إن شاء الله واضح ومفهوم، ما يأتيك من انشراحاتٍ وجدانية نفسية وجزئية لا أعتقد أنها تصل لمرحلة ما نسميه بالاضطراب الوجداني -القطب الهوسي-، أعتقد أنها مجرد لحظات طيبة تأتيك من وقت لآخر، وهذا يدل على تقلبك المزاجي وليس أكثر من ذلك.

وهذه الأمور كثيراً ما تكون مرتبطة بالشخصية في بعض الأحيان، وكذلك الظروف المحيطة بك، وقد تكون شخصيتك أيضاً من النوع الحساس، وأيضاً قد تكون رغباتك على مشاعرك صارمة جداً؛ لذا تلاحظ كل صغيرة وكبيرة، لحظات السعادة تكون واضحة عندك كشعور داخلي، وكذلك لحظات الانقباض.

أما ما ذكرته حول توترك وقلقك حين تقرأ أو تطلع على بعض أوصاف الأمراض النفسية: فهذا أمراً طبيعي، فالإنسان الذي يدخل في دائرة الظواهر النفسية إن أصابته أو أصابت قريب له أو من يعرف، هنا يكون حساساً جداً حول هذه الأمور، وتأتيه الكثير من التأويلات، بل يأتيه ما يمكن أن نعتبره نوعا من التماهي في الأعراض؛ أي ما يطلع عليه يعتبره وكأنه تعبيرا عما يعاني منه، أو أنه سوف يعاني منه.

وأذكر أيها الفاضل الكريم أننا حين كنا في مرحلة الدراسة في كلية الطب كان أساتذتنا -جزاهم الله خيراً ورحم الله حيهم وميتهم- حين يتحدثون عن مرض معين نبدأ في تفتيش أنفسنا والتحسس من هذه الأعراض، ودون مبالغة أقول لك: معظم ما كانوا يتحدثون عنه من أوصاف للأمراض -خاصة في بدايتنا- كنا نحس بأننا نعاني من نفس هذه الحالة، هذه ظاهرة نفسية معروفة فلا تزعج نفسك أيها الفاضل الكريم.

أنا لا زلت أعتقد أن عقار لسترال Lustral سيكون عقاراً مثالياً جداً بالنسبة لك، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وفي ذات الوقت أريد أن أنبهك إلى أنك حين تتناول لسترال Lustral إذا لاحظت أن الحالات الانشراحية أصبحت أكثر استمرارية وأكثر شدة هنا يجب أن تتوقف عن الاسترال، حتى وإن كان هذا التوقف مفاجئا فإن شاء الله تعالى لن تصاب بأي ضرر، وفي ذات الوقت اذهب وقابل الطبيب النفسي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً