الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤثر الهلع على على صحة الإنسان البدنية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبلغ من العمر 32 عاما، متزوج وعندي طفلتان، بحثت كثيراً في المواقع عن إجابة شافية ولم أجد، فاتجهت لموقعكم لعل وعسى أن أجد ما أتمناه لمشكلتي التي أعاني منها منذ مدة ليست بالطويلة.

مشكلتي مبهمة, ويصعب علي شرحها؛ لأني لم أجد وصفاً دقيقاً لها, ولكن باختصار: أثناء بذل مجهود أشعر بعد دقائق بسيطة وكأن صعقة كهربائية في صدري؛ لمدة لا تتجاوز الثانية أو الثانيتين, يصحبها كتمة, وتجبرني على السعال للخروج من تلك الأزمة، ازدادت لدي في الفترات الأخيرة, وأحياناً أثناء الانحناء في الصلاة للركوع والسجود أشعر بها, علماً أني قبل مدة طويلة -قرابة سنة ونصف- كنت أعاني من بعض المشاكل في المعدة, إثر تناول وجبة إفطار من مطعم متدنٍ في النظافة.

عملوا لي فلاجيل وريدي, وأعْطِيتُ أيضا زنتاك وريدي, ومع الزنتاك أحسست بنفس المشكلة التي أعاني منها الآن, وكانت لفترة لا تقل عن الثلاث دقائق, وعندها قال لي طبيب الطوارئ: إن هذه الأعراض تحصل لنسبة بسيطة من الناس عند أخذ الزنتاك, وكانت نفس الأعراض تماماً.

بعد مدة عملت بعض الفحوصات للدم وللقلب, علماً أني أعاني أحياناً من ارتفاع في ضغط الدم, يتفاوت من مدة لمدة, أحيانا يرتفع ليومين أو ثلاثة, وأحياناً يكون طبيعيا.

أظهرت نتائج تحاليلي ارتفاعا بسيطا للكولسترول, وعملت إيكو للقلب, وكان سليماً -ولله الحمد- ولكن كل الفحوصات عملتها خارج المشكلة التي أعانيها, بمعنى أنها كانت في أوقات لم أكن أشعر فيها بشيء من تلك النوبات.

عملت تخطيط قلب بالجهد, ولم يوجد شيء في الكشف, ولكن بعد عمل التخطيط بالجهد بساعة أو ساعتين عانيت من المشكلة, وأجبرتني على الذهاب للطوارئ, ووجدوا ارتفاعا في ضغط الدم, وعملت حينها تخطيط قلب وأشعة صدر, وكان الطبيب يشير إلى أن هناك مشكلة في التخطيط, ويقول إن هناك تدنياً بسيطاً في عضلة القلب، علماً أن الإيكو كان بعد هذه الحادثة, وكان سليماً -ولله الحمد- وصرف لي سيبرالكس 10 مل، والآن لي قرابة الثلاثة أشهر أستخدمه, وقبل استخدام السبرالكس كنت أعاني من نوبات هلع, يصحبها خفقان شديد يستمر لدقائق أحياناً، وقد شخصت مشكلتي بنفسي.

عندي فوبيا من الموت, أصاب بالهلع حين سماع خبر وفاة شخص أعرفه, وينتابني إحساس بأني سأموت في لحظة سماع الخبر, تستمر معي مدة ليست بالقصيرة, وبعد استخدام السبرالكس تخلصت من التفكير, ولكن المشكلة لم تتلاش, بل تعاود الكرة مرات عديدة, حتى أثناء الجماع مع زوجتي, وغالباً ما تكون إثر مجهود, أو إرهاق وعمل, أو قلة نوم.

أتمنى أن ألاقي الجواب الشافي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تسير على طريق العلاج الصحيح، حالتك الجسدية والعضوية -إن شاء الله تعالى– مطمئنة بعد الفحوصات التي قمت بإجرائها، ومشكلتك تتمركز حول الإصابة بنوبات الهلع والفزع، وما يصحبها من خوف من الموت.

السبرالكس يعتبر علاجًا دوائيًا مثاليًا جدًّا لهذه الحالة، لكن تحتاج أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا في اليوم.

استشر طبيبك في هذا الخصوص، وإن وافق فارفع الجرعة إلى عشرين مليجرامًا يوميًا، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر على الأقل، كل البحوث تُشير أن هذه هي الجرعة الصحيحة والسليمة والمفيدة لعلاج المخاوف والهرع من النوع الذي تعاني منه، بعد ذلك خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم يمكنك أن تتدرج وتجعلها خمسة مليجراما يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا بالنسبة للعلاج الدوائي، لكن من المهم جدًّا أن تمارس أي رياضة خفيفة، رياضة المشي على وجه الخصوص سوف تفيدك كثيرًا، والرياضة حدها الأدنى هو مرتين إلى ثلاث في الأسبوع، لمدة لا تقل عن ساعة في كل مرة.

النقطة العلاجية الثالثة هي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرج، تمارين قبض العضلات وفكّها وبسطها، هذه رائعة ومفيدة جدًّا، ارجع إلى استشارة بموقعنا تحت رقم: (2136015) لتتلقى الطريقة الصحيحة للتدرب على هذه التمارين، وقطعًا حين تقابل طبيبك إذا تكرم ودربك على هذه التمارين أيضًا هذا سيكون أفيد، لأن التدريب المباشر فعاليته أحسن.

هذه هي الخطوط الثلاثة التي وددت أن أوضحها لك فيما يخص علاجك، بعد ذلك بقيت أمور معلومة مثل حسن إدارة الوقت، التواصل الاجتماعي، التطور المعرفي، التطور الوظيفي، هذه كلها مهمة وضرورية، ولا بد أن نكون حريصين على أمر ديننا، هذا أيضًا يمثل دافعًا نفسيًا قويًّا بالنسبة للإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان، وتليها إجابة الدكتور محمد حمودة، استشاري أول باطنية وروماتيزم:
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

لقد وضح لك الدكتور محمد عبد العليم الجانب النفسي لما تعاني منه، وأما الشق الآخر وهو موضوع الصدمة التي تشعر بها, والتي -كما قلت- إنها تأتي أحياناً أثناء الانحناء في الصلاة للركوع أو السجود, فعلى الأكثر أن لها علاقة بارتجاع حموضة المعدة إلى المريء, فقد يحصل في هذه الأوضاع مسببا تخريشا في مخاطية المريء, وقد تسبب أحيانا تقلصا شديدا في المرئ, أو في البلعوم, وقد يشبه ألم القلب, والحمد لله أن الإيكو طبيعي عندك, وهذا مطمئن, وكذلك تخطيط القلب بالجهد, فهذا يستبعد أن يكون القلب سبب المشكلة.

والخوف أيضا من ناحية أخرى يمكن أن يزيد من الأعراض مهما يكن مصدرها, وأنت في مثل هذا السن نادر جدا أن يكون عندك تضيق في شرايين القلب, وإنما الخوف أحيانا بسبب شد في عضلات الصدر؛ لأن أكثر عضلات الجسم تتأثر بالحالة النفسية, وهي عضلات الصدر نفسها, وهذه الآلام تولد الخوف عند بعض الناس المصابين بالهلع, والهلع يزيد الأمر سوءاً, وهكذا يعيش المريض في دوامة.

ولذا فإنه مهم جدا التركيز على العلاج الدوائي, وزيادة الجرعة كما اقترح عليك الدكتور محمد عبد العليم, ومن ناحية أخرى فيمكن خلال هذه الفترة تناول دواء لتقليل ارتجاع الحموضة مثل: (Pariet 20) حبة واحدة يوميا, وبعد فترة إن خفت الأعراض واختفت فإنه يمكن أن تحاول التوقف عنها ومراقبة الأعراض.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً