الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعتزلت الناس وتركت الدروس والخروج بسبب الرهاب.. كيف أعيش كبقية الناس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 16 سنة، في حالة صراع نفسي، مزاجي مضطرب، أتذكر الماضي كثيرًا، وكيف كنت أنا في الماضي، أنا في عزلة منذ سنتين، تركت دروسي كلها والخروج بسبب أمراضي منها الرهاب، وعدم القدرة على مواجهة الآخرين، أو النظر إلى أعينهم لا أخرج من البيت مطلقًا، تدهورت دراستي عندما أقرأ قصة لا أستطيع استيعابها إلا إذا نسيت أن عندي أمراض، ولكن سرعان ما أتذكر، لا أحب أحداً ينظر إلىّ حتى أخي وأبي، وأما أمي وأختي فلا؛ لأني أتفاعل معهم، أحرك أصابعي كثيرًا مثل حركة العزف على البيانو، ولكني لا أعزف أصلاّ.

عندما يشرح الأستاذ يشغلني النظر إليه، وكيف أوجه عيني، ولا أفهم أي شيء منه، لا أنسجم مع الآخرين ولا حتى مع فيلم أو لعبة، في الماضي كنت أحب الألعاب كثيرًا، الآن اشتريت كمبيوترًا جديدًا للألعاب على أساس أني أحبها، ولكن تفاجأت أني لا أستمتع بها مللت منها.

عندي الكثير من الوساوس منها أني إذا فعلت شيئا وأنهيته أرجع له للتأكد من ذلك، مثل: فتح الغاز، عندي صداع مزمن بسبب كثرة التفكير في الأمر عدة مرات، وتحليله كأني عالم، وعندي إمساك، كشفت وحللت كل شيء، تقول التحاليل لا يوجد شيء، وفي شيء آخر عندما أكون جالسًا مثلاً، وأنا أحارب نفسي كي لا أنظر إلى من بجنبي، عيني تزوغ، وأنظر إليه بطرف عيني، وأنا أحارب ذلك، لكني لا أستطيع التحكم، كنت أصلي ولكن بسبب كل هذا ويزيد تركت الصلاة، ولكني بعض الأحيان أقرأ الأذكار، وأفكر فيها، وأدعو الله أن يشفيني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

سوف نترك كل شيء في رسالتك هذه، ونأخذ بما ذكرته أخيراً أنك قد تركت الصلاة هذه مصيبة كبيرة وكبيرة جداً، يجب أن تتوقف عندها، نعم عندك بعض الوساوس والقلق والتوتر، وهي من وجهة نظري عابرة، ابدأ صلاتك اليوم، ولا تدع للشيطان عليك سبيلاً، وعلاجك الآخر من وجهة نظري هو أن تصرف انتباهك تماماً عن هذه الوساوس من خلال شيئين التركيز على دراستك، وعلى بر والديك، هذا يؤدي إلى صرف الانتباه التام، أضف إلى ذلك بالطبع تجاهل وتحقير الوسواس تجاهلاً كاملاً، في مثل عمرك هذه الهواجس، وهذه الوساوس، وقلق المخاوف هي مشاعر وجدانية سلوكية تأتي وتختفي.

وإذا جاهدت نفسك، وكنت منضبطاً مع ذاتك واستثمرت وقتك بصورة صحيحة أعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيراً، لا أرى أنك في حاجة للعلاج الدوائي، لكن تحدث مع والديك وأن سمحوا بأن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا، فهذا أيضاً أمر جيد.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • جنوب أفريقيا مريم

    سلام عليكم اطلاب من هذه البنة ان تصلي لان الصلاة مهمة من كل شي, واطلاب من الله ان يشفيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً