الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بصداع وآلام في القلب.. هل هي حقيقية أم بسبب الحالة النفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، لدي نقطة حمراء وكأنها دم متجمع تحت الجلد في أسفل أصبع يدي اليمنى منذ ما يقارب سنة تقريبًا، ولكني لم أعرها أي اهتمام؛ لأنها لم تكن تؤلمني، ومنذ أسابيع قريبة لاحظت وجود نقطة أخرى بنفس الشكل، ولكنها بحجم أصغر قليلاً، ولا تؤلمني، واليوم لاحظت أخرى في يدي اليسرى من فوق (قرب الكتف), وفي هذه الأيام أشعر بآلام فقط في النقطة الحمراء التي ظهرت أولاً، ووجود آلام في يدي اليسرى على فترات متفاوتة، وفي أماكن متفرقة من يدي اليسرى تأتي قليلا، ثم تختفي، وأنا الآن خائفة من هذا؛ لأنني سمعت بمرض التهاب الشغاف وأعراضه.

علما بأنني أعاني من الصداع في أوقات كثيرة يكاد يكون يوميًا، أو بشكل شبه يومي، أشعر بقشعريرة في بعض الأوقات، وأحس بآلام خفيفة جدًا في القلب في منطقة منتصف الصدر, وتم نقل دم لي منذ سنة وشهر من الآن؛ لأنني عملت عملية جراحية لإزالة كيس من المبيض، وكم مرة عملت إيكو للقلب -والحمد لله- النتيجة سليمة.

وبخصوص الآلام التي أشعر بها في منطقة القلب، هل من الممكن أن تكون من الحالة النفسية؟ لأنني مررت وأمر بحالة نفسية غير مستقرة، وأنا كثيرة التفكير والوساوس والشكوك بالرغم من أنني ملتزمة دينيًا، ومواظبة على قراءة القرآن والأذكار.

أرجو ألا تكون هذه حالة طبيعية، وأن تكون مجرد هلوسات ووساوس لا أكثر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

البقع أو النقط التي تظهر في أماكن متفرقة من الجسم هي عبارة عن نزيف صغير تحت الجلد، وناتجة عن تسرب دموي صغير بالشعيرات القريبة من الجلد، وبالتالي تظهر لك هذه البقع في أماكن مختلفة من الجسم، وتحتاج تقريباً إلى أسبوعين لكي تخف وتزول، ولكن قد تتحول البقعة، أو نقاط الدم إلى ما يشبه الصبغة، فتظل مدة أطول تحت الجلد، ومن أسباب ظهورها دواء منع الحمل الذي يستخدم في علاج التكيس، سواء على شكل حقن أو حبوب، أو أثناء فترات استعمال الأسبرين أو الكورتيزون، وهذا يحتاج إلى عمل صورة دم لبحث نسبة الهيموجلوبين، وعدد الصفائح الدموية؛ لأن نقص عدد الصفائح، أو اضطراب وظيفتها يؤدي إلى ظهور تلك البقع، وعموما هذه البقع ليس لها مضاعفات، ولا خوف أو قلق منها -إن شاء الله-، وقد تختفي وقد تظل مدة أطول.

والتهاب الشغاف (Endocarditis) هو التهاب بطانة القلب، وهذا أمر ليس بسيطًا، ويحتاج إلى مستشفى وعناية مركزة، ولا أظن أن المسألة مرتبطة لديك بالتهاب في الشغاف. والصداع، وآلام الصدر ربما تكون مرتبطة بالأنيميا، أو نقص الدم، ولذلك يجب تناول فيتامينات مقوية للدم تحتوي على الحديد بالإضافة إلى تناول فيتامين (د)، وحبوب الكالسيوم والتغذية الجيدة.

والذي يجب أن نعلمه جميعًا أن اختيار الله لنا دائمًا هو الأفضل، وقد نرى عكس ذلك بنظرتنا القاصرة، ولكن يتضح فيما بعد أن ما قدره الله كان فيه الخير، وفي الحديث قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ، وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ، وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ ). رواهُ مُسْلِمٌ.

وممارسة الرياضة والمشي خصوصا يحسن الحالة المزاجية، وزيارة طبيب نفسي لعمل جلسات تحليل نفسي يفيد كثيرًا، ويفضل القراءة في كتب السنة النبوية، وقراءة ورد يومي من القرآن، والمداومة على الصلاة والأذكار والأدعية، فذلك يريح القلب ويبعد الوساوس، ويزيد الإيمان بالقضاء والقدر.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً