الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قصصت شعري وبدأت معي حالة الاكتئاب، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

قررت الاهتمام فقط بدراستي، ولكن قبل فترة قررت قص شعري، وبعد قصه أصبحت لا أطيق نفسي، وأبكي كثيرا، ولا أريد الذهاب للمدرسة لأرى شعر زميلاتي الطويل، وأمي قامت بشراء زيت شعبي لي، ولكني بدأت أشعر بألم شديد في فروة رأسي، وليس عندي أمل بأنه سيطول.

وفي السنة الماضية كنت كئيبة بشدة، وذهبت لطبيب نفسي، ولكنه قد جنّ بسببي، وأخذ يلطم نفسه، ويقول لي: سنين وأنا أعمل، ولم أرى شخصاَ مثلك، لقد قلت له بأن معي اكتئاب ووسواس قهري، ولا أتذكر أيضا، ولكنه لم يصدقني، ويقول لي بأني دائمة الضحك!

أنا هكذا أمام الناس، أجبر نفسي على الضحك، وأحب رسم الابتسامة عليهم لسبب ما، ولكني لا أحب رسمها على نفسي، فماذا أفعل؟ فبسبب شعري اكتأبت، وأقل شيء أفعله يفسد حياتي، ولا أستطيع الذهاب للطبيب النفسي، لأن ذلك الطبيب هو الوحيد عندنا، وكل من يراني يصدم من شعري، ويقولون خفيف جداَ، لم يكن شعرك خفيف قبل قصه، فأجن أكثر وأبكي أكثر، وبعد فترة أخذت أنتف شعري وأبكي وأضحك، فماذا يجب علي أن أفعل لتنتهي نوبات البكاء الشديدة، فأنا أرغب في الموت ولكن لا حيلة لي في ذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا تنظري للحياة بهذه السوداوية، هل قصة شعر تجعلك -أيتها الفاضلة الكريمة- تعيشين كل هذه الأحزان وكل هذا الكدر وعسر المزاج؟ لا، قص الشعر كان خطأ -والحمد لله-، وأنت قد أدركت هذا الخطأ، وإن شاء الله تعالى سوف ينمو شعرك ويعود لوضعه الطبيعي، فالأمر في غاية البساطة وفي غاية السهولة، لا توسوسي حول هذا الأمر، أقنعي نفسك بأفكار جديدة، كوني قوية في هذا المجال، ونصيحتي لك هو أن تخرجي نفسك أصلاً من التفكير المستمر في هذا الموضوع.

أنت قلتِ أنك تودين الاهتمام بدراستك هذا أمر جيد، ولكنني أدعوك لأكثر من ذلك، بأن تنظمي حياتك، بأن تنظمي وقتك، خصصي وقتا للدراسة، ووقتا للترفيه عن النفس بما هو طيب وجميل، ووقتا لمشاركة الأسرة في أنشطتها، والتواصل مع زميلاتك وصديقاتك، وأخذ قسط كاف من الراحة، والعبادة، وتلاوة القرآن، وهنالك أشياء كثيرة جداً يمكنك القيام بها، إذاً يجب أن تغيري طريقة تفكيرك على النهج الذي ذكرته لك.

والأمر الثاني: هو أن تغيري نمط حياتك على ما ذكرته لك، وليس هنالك ما يبكيك.

نسأل الله تعالى أن يحفظك، وهنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء أرجو أن تمارسيها، إسلام ويب أوضحت هذه التمارين من خلال استشارة تحت رقم 2136015، فأرجو أن ترجعي إليها وتستفيدي من محتوياتها، أنت لست في حاجة للعلاج الدوائي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً