الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أكون مسلما قويا لا تهزني الابتلاءات، فكيف أحقق ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 31 سنة، أريد أن أكون مسلما قوي النفس، قوي الإيمان، قوي الشخصية، لا تهزني الابتلاءات.

وما هي الكتب التي تعينني على ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الغفور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه.

بخصوص ما سألت عنه: فاعلم -أخي الحبيب- أن الإيمان إذا تمكن من القلب هان على المرء كل شيء، وبذل في سبيل دينه نفسه وماله.

لتقوية الإيمان تحتاج إلى أمرين: التخلية والتحلية.

نعني بالتخلية: الابتعاد عن الذنوب والمعاصي، وعليه فيجب عليك ابتداء أن تحصر معاصيك، وأن تجتهد في ترك المعاصي. ثم تأتي التحلية وهي تقوية الإيمان، ويكون على محورين:

المحور الأول: العلم.
المحور الثاني: السلوك.

العلم يمهد الطريق السوي للعمل الصحيح، ويمكنك أن تبدأ بكتاب بسيط ككتاب الشيخ أبي بكر الجزائري منهاج المسلم، على أن تكون تلك هي البداية، ونستحب لك أن يكون تدارسه مع شيخ لك حتي يسهل عليك الغوامض منه.

ثانيا: السلوك ونعني به تطبيق ما تعلمت والالتزام بالفرائض والسنن، وأن يكون لك مع الله حال، ونستحب لك وأنت سائر إلى الله أن يكون وفق صحبة صالحة تقويك إذا ضعفت، وتدفعك إذا تكاسلت، فالذئب يأكل من الغنم القاصية (أي البعيدة وليست من القطيع).

يقويك كذلك وأنت على الطريق كثرة ذكر الموت، وتذكر الوقوف بين يدي الله تعالى، وكثرة محاسبة النفس، والبدار بالتوبة إذا ضعفت نفسك، كما ننصحك بقراءة سير الصالحين، وأفضل ما تقرأ فيه: صفة الصفوة وسير أعلام النبلاء.

تذكر دائما في كل عمل أنك محاسب عليه، وأن الحساب قريب جدا. قال الحسن البصري لرجل بعد انقضاء جنازة: إن خرج هذا الرجل من قبره فماذا يتمنى؟ قال: يتمنى لو يصلي ركعتين، فقال الحسن البصري: إن لم يكن هو فكن أنت. تقوم من الفراش وتقول: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور، ثم لا تتوب؟

تزود من التقوى فإنك لا تدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا
وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري

نوصيك أخي كذلك بشرف المؤمنين: قيام الليل، ولو بركعتين، المهم أن يكون ثابتا لك هذا الورد.

نسأل الله أن يوفقك ويرعاك ويسدد خطاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر HOUDAINA

    الله يبارك فيكم و يوفقكم انشاء الله وشكرااااا جزيلا على هذا الموقع الرائع

  • أمريكا هاجر

    انا كنت قوية الايمان قبل زواجي ولا تنسى فضل الله علي .. اتمنى ان اعود قوية الايمان ..

  • أمريكا عبد لصمد عزيز

    بسم لله رحمن ارحيم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً