الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من إفرازات بنية مستمرة من ثلاث سنوات، قبل وبعد الزواج.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خير الجزاء على ما تبذلونه من جهد، وجعله في موازين حسناتكم.

لدي استشارة، وأنا محتارة جدا حتى أنني بدأت أفقد الأمل في نفسي، وأخشى من مستقبلي، فأشعر أن معاناتي ستتحول إلى نفسية أكثر من أنها عضوية.

عمري 30 سنة، وزني 49، وطولي 156، لا أعاني من أي أمراض وراثية -ولله الحمد-، متزوجة من سنة تقريبا، أعاني من إفرازات بنية مستمرة من ثلاث سنوات، وبعد الزواج بدأت بالعلاج منذ ما يقارب أربعة أشهر، عملت سونارا مهبليا، واتضح أن سماكة الرحم عالية، ولدي تكيسات على المبيضين، وعملت تحليل بول، واتضح بأنه سليم، وتحليل دم واتضح بأن هرمون الحليب لدي 40 (أي مرتفع).

صرفت لي الدكتورة حبوب الدونتيكس مرتين بالأسبوع لمدة ثلاثة أشهر، وحبوب الكليمين أيضاً، وحبوب الجلوكوفاج والفوليك أسيد وأوميقا ثري، وجميعها لمدة ثلاثة أشهر، وانتهت فترة العلاج فقد أكملت الثلاثة أشهر، ولكن لم تتوقف الإفرازات البنية؛ فقد زادت وتفاقم الوضع، فأصبحت لا أطهر طيلة الشهر، ودورتي تتقدم بالخمسة أيام عن موعدها؛ علما بأني أستعمل أيضا بعض الأعشاب كالبردقوش والمرامية أحياناً، والقسط الهندي ملعقة صغيرة جداً يومياً بعد عشرة ايام من الدورة، ولا أعلم ماذا أفعل،
وهل نتيجة العلاج ستظهر بعد فترة من انتهائه، هل أنتظر وأصبر وأتوقف عن كل شيء؟

زوجي لديه أطفال من زوجته الأولى، ولا يساعدني بالعلاج؛ فأنا أعاني كي أذهب للطبيبة ولاينتظم معي بالمواعيد، فأملي بعد الله بردكم، وأتمنى أن أجد الفائدة لديكم.

في انتظار الرد على أحر من الجمر، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Raqyah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالات التكيس على المبايض والأكياس الوظيفية تؤدي إلى حالة من اضطراب الدورة الشهرية ونزول الإفرازات البنية، وتحتاج إلى وقت للوصول إلى مرحلة الشفاء، والعلاج المتبع جيد جدا، وعليك الاستمرار على حبوب دوستينكس لعلاج ارتفاع هرمون الحليب، وإعادة تناول حبوب كليمن لمدة 3 شهور، ثم البدء في تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا من اليوم الـ 16 من بداية الدورة، حتى اليوم الـ 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية، والغرض من هذا العلاج هو وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية -إن وجدت-، وتنظيم الدورة الشهرية، وإعادة بناء بطانة الرحم، وتنشيط المبايض.

مع الاستمرار في تناول حبوب جلوكوفاج وأوميجا 3 وفوليك أسيد، وتناول البردقوش والمرامية وحليب الصويا، أو كبسولات فيتو صويا المستخرجة منه، ولا تتوقفي عن الدواء حتى تنتظم الدورة، وعليك أيضا متابعة الرحم والمبايض بالسونار حتى يتم الله عليك الشفاء.

هذا، مع الإيمان بالقضاء والقدر، والإيمان بأن اختيار الله لنا هو الأفضل، وفي الحديث قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكان خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاء صَبرَ فكان خَيرًا لهُ ". رواهُ مُسْلِمٌ.

والمعنى: أنَّ المؤمنَ الكاملَ في الحالَينِ عَلَى خَيرٍ هُوَ عِنْدَ اللهِ، إِنْ أصَابتهُ نِعْمَةٌ يَشْكُرُ اللهَ وإنْ أصَابَتهُ ضَرَّاء، أيْ بليةٌ ومُصِيبةٌ يصْبرُ ولا يَتسَخّطُ عَلى ربِّه؛ بلْ يَرْضَى بقَضَاءِ ربِّه فيكونُ لهُ أجْرٌ بهذِهِ المصيبةِ، فلا تجعلي اليأس يتسلل إلى قلبك، وعمري قلبك بالإيمان والاستغفار، يقول تعالى أيضا في محكم التنزيل: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا* ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا).

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. منصورة فواز سالم مستشارة طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أما عن استمرار نزول هذه الإفرازات التي سميتها أنت إفرازات بُنّية، فإن لم تكن دمًا فإنها هي المعروفة عند العلماء بالكدرة، والكدرة ما دامت مستمرة معك كل هذا الوقت -بمعنى أنها تستمر طوال الشهر- فقد تبيّن أنها ليست حيضًا، وأنك مستحاضة، والمستحاضة ترجع إلى أيام عادتها، فتجلس أيام عادتها فقط، بمعنى أن الأيام المعتادة التي تأتيك فيها الدورة هي أيام الدورة، وما عداها استحاضة، فإن كانت الدورة غير منتظمة أو ليست لك دورة فإنك ترجعين إلى التمييز، التمييز بمعنى أن تنظري في صفات الدم النازل، فالأقوى هو الحيض إذا اجتمعت فيه شروط الحيض، بأن لا تقل مدته عن يوم وليلة، ولا تزيد عن خمسة عشر يومًا، وهذا ظاهر لنا في سؤالك أنه حاصل لك.

فإذا كنت ترين خمسة أيام (مثلاً) هي الدم وما عداها كدرة؛ فهذه الأيام الخمسة هي الحيض وما عداها استحاضة.

وفي حالة الاستحاضة: يجب عليك أن تتوضئي لكل صلاة بعد دخول الوقت -أي بعد دخول وقت الصلاة- وبعد التحفظ من خروج هذا الخارج (دم الاستحاضة)، وبهذا يتبين لك أن الأمر سهل إن شاءَ الله، مع نصيحتنا لك بالاستمرار على التداوي.

نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً